Back

أعمال القبول1 min read

 Home – Read Article to Feed Your Soul

أعمال القبول

أعمال القبول

كيف يمكن أن تكون أفعالنا مقبولة؟

نحن بحاجة إلى معرفة شروط القبول عند الله تعالى. هل يعني ذلك أن الله يقبل أعمالنا؟ قد يحدث أن نعمل الكثير من الأعمال إذا لم تتوافر فيها شروط القبول عند الله تعالى، فتضيع أعمالنا وتضيع هباءً منثورًا. لذلك من المهم جداً أن نعرف أسباب قبول الله تعالى للأعمال الصالحة التي قمنا بها.

العوامل المساهمة في عملية القبول

متى يصبح العمل صالحاً؟

الإيمان الكامل بالله تعالى:

الشرط الأول لقبول الأعمال هو الإيمان بالله تعالى. فإذا لم يكن هناك إيمان بالله، فإن جميع أعمالنا الصالحة لن تكون مقبولة عند الله. قال الله تعالى

مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًۭا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌۭ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةًۭ طَيِّبَةًۭ ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ (16:97)

وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ

وَمَنْ أَرَادَ ٱلْـَٔاخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌۭ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًۭا (17:19)

وَأَمَّا مَنْ آمَنَ فَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِهِ مَقْبُولًا عِنْدَ اللَّهِ.

كما قال الله تعالى

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلْأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلًا – ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا – أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّهِمْ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتْ أَعْمَـٰلُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَزْنًۭا (18:103,104,105)

وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا ثُمَّ اهْتَدَى فَآمَنَ. فبسبب الإيمان يرجى أن يبدل الله أعمال هذا الشخص الأولى إلى أعمال صالحة. وَفِي رِوَايَةِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ (رضي الله عنه) سَأَلْتُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ عَتَاقَةٍ وَصِلَةِ رَحِمٍ فَهَلْ فِيهَا مِنْ أَجْرٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏ “‏ أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ خَيْرٍ “. (صحيح البخاري)

الإخلاص

الإخلاص هو أن يكون العمل الصالح خالصًا لوجه الله تعالى، ولا يكون الغرض منه دنيويًّا أو رياءً أو إرضاءً لغير الله تعالى. قال الله تعالى

وَمَآ أُمِرُوٓا۟ إِلَّا لِيَعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلْقَيِّمَةِ. (98:5)

وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ

فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصًۭا لَّهُ ٱلدِّينَ – أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ ۚ. (93:2,3)

فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (93:2،3) أي فأخلصوا العبادة لله وحده. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (لا إله إلا الله):

حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ، – وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ – أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا، هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ دَاوُدَ وَزَادَ وَنَقَصَ وَمِمَّا زَادَ فِيهِ ‏ “‏ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلاَ إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ‏”‏ ‏.‏ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ. (صحيح مسلم)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -:

أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ هِلاَلٍ الْحِمْصِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلاَّمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلاً غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”‏ لاَ شَىْءَ لَهُ ‏”‏ ‏.‏ فَأَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”‏ لاَ شَىْءَ لَهُ ‏”‏ ‏.‏ ثُمَّ قَالَ ‏”‏ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ “. (سنن النسائي)

المحبة الإلهية والخوف الإلهي

وهذان الشرطان ضروريان أيضاً؛ لأن كل عمل لا يقوم على المحبة الإلهية، والمحبة الإلهية ليست عبادة، بل هي محبة الله تعالى. فلا بد من قدر من المحبة لله تعالى المصحوبة بالخضوع والخشوع، كما قال الله تعالى

وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادًۭا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ ٱللَّهِ ۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَشَدُّ حُبًّۭا لِّلَّهِ ۗ. (2:165)

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ

اتباع السنة

من الأمور الأساسية في قبول الأعمال: أن يكون العمل موافقاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن الأمور الأساسية في قبول الأعمال أن يكون العمل موافقاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا لم يكن عملنا موافقاً للسنة فهو غير مقبول، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم;

عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم “مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ] ،[وَمُسْلِمٌ] وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ”. (النووي)

ولذلك يقول سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ جَاءَ ثَلَاثَة رَهْط إِلَى بيُوت أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أخبروا كَأَنَّهُمْ تقالوها فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أحدهم أما أَنا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْل أبدا وَقَالَ آخر أَنا أَصوم الدَّهْر وَلَا أفطر وَقَالَ آخر أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مني». [رواه البخاري ومسلم] (مشكاة المصابيح).

تجنب الرياء

إذا أردنا أن تكون أعمالنا الصالحة مقبولة. فإن من شروطه أن تكون أعمالنا خالية من الرياء. أن تكون جميع أعمالنا خالية من الرياء. لأن أي عمل يتم مع الرياء غير مقبول عند الله. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
” إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ: جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ”.
رواه مسلم (وكذلك الترمذي والنسائي). (حديث قدسي)

مَعْنَاهُ رَجَاءَ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. وقد ورد الاحتساب في الأحاديث النبوية كثيراً، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (احتساباً):

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» – (مشكاة المصابيح)

ومن هذه الأحاديث يتبين لنا أن كل عمل ينبغي أن ينوي به الثواب، وأن كل عمل ينبغي أن ينوي به الثواب.

الإخلاص في العمل

الصدق معناه: أن يكون الإنسان صادقًا في أعماله. ومعنى الصدق في العمل: أن يكون الإنسان متبعاً لسبيل الله بعزيمة تامة وعمل صالح، لا يبعثه على العمل إلا مرضاة الله تعالى، ولا يكون هذا العمل متعلقاً بأمور الدنيا أو شهوات النفس. قال الله تعالى

لِلْفُقَرَآءِ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًۭا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًۭا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ. (59:8)

لقاء الله تعالى، وقبول التأثر بكتاب الله تعالى، والرضا بكتاب الله تعالى

المؤمن له الرغبة في لقاء الله تعالى، والخوف من المثول بين يدي الله تعالى، والتأثر بكتاب الله تعالى يعني: أن من الخير أن يطيع ويتبع ما جاء في الكتاب الإلهي، ومن المهلك أن يخالفه. هو أن يعمل الإنسان عملاً بوحي من غير الله تعالى، كأن يعمل الإنسان عملاً صالحاً ولكن لا بفهمه لأمر الله تعالى بل بتأثره بحزبه ومذهبه وإمامه وقرينه وموجهه ونحو ذلك. قال الله تعالى

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلْأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلًا – ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا – أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّهِمْ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتْ أَعْمَـٰلُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَزْنًۭا. (18:103,104,105)

اجتناب المحرمات

كما أنه من المهم جداً اجتناب الأفعال المحرمة لقبول العمل، ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجلاً

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ المؤْمنينَ بِمَا أمرَ بِهِ المرسَلينَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ واعْمَلوا صَالحا) وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟ “. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. (مشكاة المصابيح)

تَرْكُ الْمَعَاصِي

يستحب للمرء أن يستغفر من ذنوبه السابقة قبل أن يعمل عملاً صالحاً؛ لأن الله تعالى لا يقبل الحسنات مع وجود الذنوب، كما قال تعالى

قُلْ أَنفِقُوا۟ طَوْعًا أَوْ كَرْهًۭا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ ۖ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًۭا فَـٰسِقِينَ. (9:53)

لأَدَاءِ حُقُوقِ الْعِبَادِ

من المهم جداً أداء حقوق الله تعالى مع حقوق العباد، وهذا ما يحاول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يفهمه من حديث مبارك:

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالاَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، – وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ – عَنِ الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏”‏ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ‏”‏ ‏.‏ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ ‏.‏ فَقَالَ ‏”‏ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ “. (صحيح مسلم)

ومن هذا الحديث يُعلم من هذا الحديث أنه لا يشترط في دخول الجنة أداء حقوق الله تعالى فقط، بل لا بد من مراعاة حقوق العباد.

الدعاء بعد العمل الصالح

من المهم جداً ترتيب الدعاء على الأعمال الصالحة بعد الأعمال الصالحة؛ لأن الدعاء بعد الأعمال الصالحة من الأمور المهمة جداً. فالدعاء الذي علمنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن ندعو به بعد كل صلاة هو دعاء جامع للأعمال الصالحة. فقد روي عن سيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يعلمنا هذا الدعاء ويقول يَا مُعَاذُ أَوْصِيكَ يَا مُعَاذُ أَنْ لَا تَدَعَ هَذَا الدُّعَاءَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ

اللّهُـمَّ أَعِـنِّي عَلـى ذِكْـرِكَ وَشُكْـرِك ، وَحُسْـنِ عِبـادَتِـك. (حصن المسلم)

ودعاء سيدنا سليمان (عليه السلام):

رَبِّ أَوْزِعْنِىٓ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِىٓ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَـٰلِحًۭا تَرْضَىٰهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِينَ. (27:19)

دُعَاءُ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ بِنَاءِ بَيْتِ اللَّهِ كَمَا فِي الْمُصْحَفِ الْكَرِيمِ

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَٰهِـۧمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَإِسْمَـٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ. (2:127)

نسأل الله تعالى أن يوفقنا للإكثار من الأعمال الصالحة في شهر رمضان وأن يتقبلها منا في حضرته. آمين

قراءة المقال الأصلي باللغة الأوردية

JazakAllahu Khairan for reading. If you have found this information beneficial, please share it with your loved ones and friends. May Allah reward you abundantly for your efforts.

SHARE ON

Leave A Reply