Back

الغرض من التضحية وفلسفتها1 min read

 Home – Read Article to Feed Your Soul

الغرض من التضحية وفلسفتها

الغرض من التضحية وفلسفتها

في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

إن لفعل الأضحية أهمية عظيمة ومقصدًا نبيلًا من مقاصد الأضحية. إنه تعبير عن غاية الإخلاص، حيث يظل الإنسان مستعدًا باستمرار لطاعة أوامر الله تعالى، واتباعها، مقدِّمًا أوامره على كل الرغبات. إنه يدل على حب الله تعالى، الذي يفوق كل العواطف الأخرى. يجب ألا يتردد المرء في تقديم كل شيء، بما في ذلك حياته وماله وأولاده وأمانيه قربانًا لله تعالى. يجب أن يقدموا أنفسهم بالكامل لله تعالى، وأن يعطوا الأولوية للالتزام بقوانينه في جميع جوانب الحياة.

هذا هو جوهر التضحية وفلسفتها! إن درس التضحية يعلمنا في كل عام أن نقدم كل شيء لإرضاء الله تعالى، كما ضرب النبي إبراهيم عليه السلام والنبي إسماعيل عليه السلام المثل في فعلهما العظيم. إن أعظم درس من قصتهما هو أنهما عندما جاء أمر الله تعالى بذبح ابنهما لم يترددا أو يترددا أو يتأخرا. فبمجرد صدور الأمر استعدا فورًا للتضحية بابنهما رغم أنهما انتظرا ولادته طويلاً وصليا من أجله، وكان كلا الوالدين متقدمين في السن. وقد أظهر الابن المطيع أيضًا خضوعًا تامًا لأمر الله تعالى دون أي تردد أو عذر. وتستخدم الرواية القرآنية في سورة الصافات عبارة (فَلَمَّا أَسْلَمَا) للدلالة على خضوعهما الثابت لأمر الله.

لذلك جاء ذكر هذا الحدث السامي للتضحية في القرآن الكريم، ولا سيما في سورة الصافات، لإبراز روعته وأهميته.

رَبِّ هَبْ لِیْ مِنَ الصّٰلِحِيْنَ ۞ فَبَشَّرْنٰهُ بِغُلٰمٍ حَلِيْمٍ ۞ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ يٰبُنَىَّ اِنِّىْۤ اَرٰى فِى الْمَنَامِ اَنِّىْۤ اَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرٰىؕ قَالَ يٰۤاَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِىْۤ اِنْ شَآءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰبِرِيْنَ ۞ فَلَمَّاۤ اَسْلَمَا وَتَلَّهٗ لِلْجَبِيْنِۚ ۞ وَنَادَيْنٰهُ اَنْ يّٰۤاِبْرٰهِيْمُۙ ۞ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّءْيَاۚ اِنَّا كَذٰلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِيْنَ ۞ اِنَّ هٰذَا لَهُوَ الْبَلٰٓؤُا الْمُبِيْنُ ۞ وَفَدَيْنٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيْمٍ ۞ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الْاٰخِرِيْنَۖ ۞ سَلٰمٌ عَلٰٓى اِبْرٰهِيْمَ ۞ كَذٰلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِيْنَ ۞ اِنَّهٗ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِيْنَ ۞ (37:100-111)

وَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّضْحِيَةَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُنْظَرَ إِلَيْهَا بِمُجَرَّدِ الْفِعْلِ، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ تُفْهَمَ مِنْ حَيْثُ غَايَتُهَا وَفِقْهُهَا، وَيُسْتَفَادُ مِنْهَا الْعِبْرَةُ

لا تختزل العبادات مثل الأضحية في مجرد طقوس واحتفالات دنيوية

إن الأضحية عبادة عظيمة، وغايتها القصوى هي مرضاة الله تعالى، وهي عبادة عظيمة لا تتحقق إلا برضا الله تعالى، ولا ويتطلب ذلك أن يستحضر المرء في كل خطوة من خطوات أداء فعل الأضحية أن يعتقد اعتقادًا جازمًا أنها عبادة محضة، وأن الغرض منها هو الوصول إلى مرضاة الله تعالى. ولذلك ينبغي على المرء في جميع مراحل الأضحية من شراء الأضحية وخدمتها وذبحها وتوزيع لحمها وتفريقه على الأقارب والمحتاجين ألا يسمح للفكرة أن تتردد في قلبه وعقله أن هذه عبادة وأن يقوم بها بنية العبادة حتى تكون مقبولة عند الله تعالى، بل ينبغي أن تكون هذه الأضحية عبادة محضة وأن تكون بنية القربة حتى تكون مقبولة عند الله تعالى، وأن تكون الأضحية في كل مراحلها عبادة محضة.

ومن أفضل نتائج المحافظة على مفهوم العبادة في الأضحية ما يلي

1. إذا استقام اعتقاد العبادة والشعائر الدينية في جميع مراحل الأضحية، ظهرت أفضل النتائج، مثل
أن لا تؤدى الأضحية بشعور العبء والإلزام، بل تؤدى بفرح وسرور، وفهمها على أنها أمر الله تعالى، فتكون الأضحية عبادة لله تعالى، وتظهر نتائجها في كل مراحلها.

2. بذل الجهد في تعلم الأحكام الشرعية المتعلقة بجميع مراحل شراء الأضحية وتوزيع لحومها، ثم بعد ذلك يتم العمل على حفظ هذه الأحكام خطوة بخطوة.

3. المحافظة على الإخلاص في جميع المراحل، والابتعاد التام عن التظاهر والمباهاة.

4. لا يتم إهمال أي عمل من أعمال العبادة بما فيها الصلاة وما شابهها خلال عملية شراء الأضحية وتوزيع لحومها، بل يتم تنفيذ كل أمر من أوامر الأضحية بكل دقة.

5. لا يحدث أي إخلال بأي أمر ديني خلال جميع المراحل، ولا ترتكب أي معصية.

6. ونتيجة لذلك تبقى الأُضْحِيَّةُ عِبَادَةً، وَتَصِيرُ مَقْبُولَةً عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.

أما الآثار السلبية المترتبة على عدم المحافظة على مفهوم العبادة في الأضحية فهي كالتالي

على خلاف التفصيل الذي ذكرناه آنفاً، فإنه عند عدم المحافظة على مفهوم العبادة والشعائر الدينية في جميع مراحل الأضحية، تترتب النتائج السلبية التالية

1. عدم بذل الجهد في تعلم الأحكام الشرعية في جميع مراحل شراء الأضحية وتوزيع لحومها، وعدم السعي في المحافظة على هذه الأحكام خطوة بخطوة.

2. يصبح التباهي والتفاخر هو القوة الدافعة في جميع المراحل، ويتم شراء الأضاحي باهظة الثمن للتباهي وكسب الشهرة.

3. لا يوجد اهتمام بتقديم الصلوات أثناء عملية شراء الأضحية وتوزيع لحومها، كما يتم إهمال العبادات المماثلة.

4. ارتكاب المعاصي خلال جميع المراحل، بما في ذلك شراء الأضاحي بالمال الحرام، ومخالفة الأوامر الدينية أثناء العملية.

5. ونتيجة لذلك لا يتم الحفاظ على روح العبادة في الأضحية، بل تصبح الأضحية تقليدًا دنيويًّا واحتفالاً دنيويًّا. وفي مثل هذه الحالة، كيف يمكن أن تكون الأضحية مقبولة عند الله تعالى؟

لذلك فإن الحالة التي نلاحظها مؤسفة للغاية. وإذا لم نبذل جهداً لتصحيحها ولم نبتعد عن هذه المظاهر السلبية فإن الأضحية ستتحول تدريجياً إلى طقس دنيوي، وستحرم أجيالنا القادمة من جوهرها. حفظنا الله سبحانه وتعالى وأجيالنا القادمة.

قربانی کا مقصد اور فلسفہ

JazakAllahu Khairan for reading. If you have found this information beneficial, please share it with your loved ones and friends. May Allah reward you abundantly for your efforts.

SHARE ON

Leave A Reply