Back

القبلة الأولى وحمايتها1 min read

 Home – Read Article to Feed Your Soul

القبلة الأولى وحمايتها

القبلة الأولى وحمايتها

فلسطين هي جزء من تلك المنطقة المعروفة بالشام التي ورد في فضائلها في الأحاديث النبوية الشريفة الكثير من الأحاديث. والشام هي الأرض التي تشرفت بشرفها حيث بُعث فيها عدد كبير من الأنبياء (عليهم السلام). كما هاجر العديد من الأنبياء من مناطق أخرى واتخذوا هذه الأرض مسكنًا لهم، ومنهم سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، وإسحاق (عليه السلام)، ويعقوب (عليه السلام)، ويوشع (عليه السلام). بل إن سيدنا موسى (عليه السلام) دعا الله عز وجل أن تكون وفاته على هذه الأرض بالذات (بيت المقدس).
(صحيح البخاري: 107).

عندما تآمر اليهود على قتل عيسى (عليه السلام) رفعه الله تعالى حيًا إلى السماء، وسيحدث نزوله مرتين في هذه الأرض نفسها. ومع أن نبينا الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) ولد وعُيّن رسولاً في مكة المكرمة، إلا أنه (صلى الله عليه وسلم) أُسري به (صلى الله عليه وسلم) في ليلةالمعراج إلى هذه الأرض المقدسة – أي المسجد الحرام (بيت المقدس). وهناك أمَّ (صلى الله عليه وسلم) جميع الأنبياء (عليهم السلام) في الصلاة، ومن هنا، المسجد الأقصى، بدأ الإسراء(المعراج).

وقد دأب اليهود، في محاولاتهم المتكررة لإيذاء المسلمين، على محاولة تدنيس حرمة هذه الأرض المقدسة. ومنذ البداية، استمروا في انتهاك حرمة هذه الأرض المقدسة.

أهمية وفضل فلسطين (الشام) والمسجدالأقصى المبارك


يمكن فهم فضل فلسطين والمسجد الأقصى وأهميتهما من الأدلة الكتابية التالية

بيت الله الثاني على وجه الأرض:

الْقِبْلَةُ الْأُولَى هِيَ بَيْتُ اللَّهِ الثَّانِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ عن سيدنا أبي ذر رضي الله عنه عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم

يا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ : المَسْجِدُ الحَرَامُ، قَالَ: قلت : ثم أي؟ قَالَ المَسْجِد الأقصى قُلْتُ : كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ : أَرْبَعُونَ سَنَةً

قال (ﷺ) “أربعون سنة”.
(صحيح البخاري ومسلم، حديث 520)

وورد في الروايات أنه لما شرع سيدنا داود (عليه السلام) في بناء المسجد الأقصى، أوحى الله تعالى إليه أن يكمل سيدنا سليمان (عليه السلام) ما بقي من البناء، فأكمله سيدنا سليمان (عليه السلام).
(فتح الباري، 1300)

وَفِي رِوَايَةٍ مِنْ سُنَنِ النَّسَائِيِّ أَنَّ سَيِّدَنَا سُلَيْمَانَ (عليه السلام) أَكْمَلَ بِنَاءَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى مَعَهُ. (الحديث 1966)

وَالثَّابِتُ قَطْعًا أَنَّ هَذِهِ الْبِقَاعَ الْمُقَدَّسَةَ – الْكَعْبَةَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ وَالْمَسْجِدَ النَّبَوِيَّ – هِيَ مِيرَاثُ الْأَنْبِيَاءِ الْكِرَامِ (عليهم السلام) وَوَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ الْحَقُّ هُمُ الْمُسْلِمُونَ.

الأرض المباركة والمقدسة والطاهرة

إن فلسطين التي تقع في الواقع ضمن منطقة الشام (سوريا الكبرى) هي أرض مباركة ومقدسة للغاية حيث بنى الله رب العالمين بيته على يد أنبيائه. وهي أيضًا الأرض ذاتها التي أرسل إليها رب العالمين العديد من أنبيائه. ولهذا السبب تُعرف بأرض الأنبياء.

وقد أمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدنا لوط عليه السلام بالهجرة إلى هذه الأرض المباركة بعد أن أنجاهما من قومهما:

وَنَجَّيْنَـٰهُ وَلُوطًا إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِى بَـٰرَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ ٧١ (21:71)

يقول الإمام ابن كثير في تفسيره للآية الكريمة

مهاجرا إلى بلاد الشام، إلى الأرض المقدسة منها (تفسير ابن كثير: 11073)

وكذلك عندما أمر النبي موسى عليه السلام قومه بدخول المدينة أشار إليها بلفظ ( المقدسة )، فقال: (وَلَمَّا دَخَلُوا مَدِينَةَ مِصْرَ):

يَـٰقَوْمِ ٱدْخُلُوا۟ ٱلْأَرْضَ ٱلْمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِى كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا۟ عَلَىٰٓ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا۟ خَـٰسِرِينَ ٢١ (5:21)

وَكَذَلِكَ حَيْثُ ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَيِّدَنَا سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَشَارَ إِلَى تِلْكَ الْأَرْضِ الْمُبَارَكَةِ فَقَالَ

وَلِسُلَيْمَـٰنَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةًۭ تَجْرِى بِأَمْرِهِۦٓ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِى بَـٰرَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَىْءٍ عَـٰلِمِينَ ٨١ (21:81)

يقول الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية المباركة

إلى الأرض التي باركنا فيها، يعني الشام” (سوريا الكبرى).

المعنى: أي: هذه الأرض المباركة تشير إلى الشام (سوريا الكبرى).

وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُوا۟ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَـٰرِقَ ٱلْأَرْضِ وَمَغَـٰرِبَهَا ٱلَّتِى بَـٰرَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُوا۟ ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُۥ وَمَا كَانُوا۟ يَعْرِشُونَ ١٣٧ (7:137)

الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى مَسْجِدًا آمِنًا

في القرآن الكريم أسكن الله تعالى السيدة مريم (رضي الله عنها) وابنها سيدنا عيسى (عليه السلام) في هذه الأرض بعينها، وفي معرض وصفه لفضائل هذه الأرض قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً). وهكذا، فإن البيان الإلهي هو

وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُۥٓ ءَايَةًۭ وَءَاوَيْنَـٰهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍۢ ذَاتِ قَرَارٍۢ وَمَعِينٍۢ ٥٠ (23:50)

وقد رجح الحافظ ابن كثير الرأي القائل بأن المراد بالمكان المرتفع أو الربوة المرتفعة بيت المقدس، وقد رجح الحافظ ابن كثير الرأي القائل بأن المراد بالمكان المرتفع أو الربوة بيت المقدس.

قِبْلَةُ الْمُسْلِمِينَ السَّابِقَةُ

كان المسلمون قبل الكعبة المشرفة يتوجهون إلى بيت المقدس أثناء أداء الصلاة. إلا أن الله عز وجل غير القبلة فيما بعد وجعل الكعبة قبلة المسلمين في الصلاة. وبناءً على ذلك قال سيدنا البراء بن عازب رضي الله عنه:

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، سَمِعَ زُهَيْرًا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَإِنَّهُ صَلَّى ـ أَوْ صَلاَّهَا ـ صَلاَةَ الْعَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَهُمْ رَاكِعُونَ قَالَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ‏{‏وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ‏}‏ (صحيح البخاري)

جواز الخروج إلى المسجد الأقصى ابتغاء الأجر والثواب

لا يجوز شد الرحال لشد الرحال خصيصا لزيارة أي بقعة من البقاع، إلا بعض البقاع القليلة التي خصت بهذا الفضل. ومن بينها المسجد الأقصى، الذي يتشرف المسجد الأقصى بكونه من البقاع القليلة التي يشرع شد الرحال إليها خصيصاً.

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏ “‏ لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَمَسْجِدِ الأَقْصَى ‏”‏‏.‏ (صحيح البخاري 1189)

أرض الإسراء والمعراج أرض الإسراء والمعراج

عندما أراد الله عز وجل أن يسري بنبينا الحبيب ﷺ في رحلة المعراج العجيبة في ليلة المعراج، فقد بدأ بالفعل من بيت المقدس هذا الإسراء الإلهي عبر السماوات. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وهو يصف رحلة النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم):

سُبْحَـٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًۭا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ٱلَّذِى بَـٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَـٰتِنَآ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ ١ (17:1)

إِمَامَةُ الْأَنْبِيَاءِ بِسَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى

المسجد الأقصى هو المكان الوحيد على وجه الأرض الذي اجتمع فيه في لحظة واحدة من الزمن جميع الأنبياء الكرام (عليهم السلام) وأقاموا فيه الصلاة جماعة. لم يُمنح أي مكان آخر مثل هذا الشرف. وقد مُنح هذا التميز الفريد لنبينا الحبيب محمد (ﷺ) الذي أمَّ جميع أولئك الأنبياء الكرام في الصلاة. كما جاء في الرواية الواردة في صحيح مسلم أن النبي (ﷺ) قال

حانت الصلاة فأممتهم

فَضْلُ الصَّلَاةِ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ (المسجد الأقصى)

عَنْ أَبِي ذَرٍّ (رضي الله عنه) قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي حَلْقَةٍ وَاحِدَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) فَتَذَاكَرْنَا بَيْنَنَا مَسْجِدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَفْضَلُ أَمْ مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

لاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى، وَلَيُوشِكُن أن لا يكون للرجل مثل شطن فَرَسِهِ مِنَ الأرْضِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خير له من الدنيا جميعا ، أو قال : خير مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فيها.

(المستدرك على الصحيحين للحاكم، حديث 550، وصححه الألباني)

الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى سَبَبٌ لِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ الأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ السَّيْبَانِيِّ، يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ ‏”‏ لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلاَثًا حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ وَمُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَلاَّ يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ فِيهِ إِلاَّ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ‏”‏ ‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏”‏ أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ ‏”‏ ‏.‏ (سنن ابن ماجه 1408)

لَا يَدْخُلُ الدَّجَّالُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ


فِتْنَةُ الدَّجَّالِ أَعْظَمُ فِتْنَةٍ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَقَدْ أَنْذَرَ بِهِ كُلُّ نَبِيٍّ قَوْمَهُ

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ سَالِمٌ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ ـ رضى الله عنهما قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ ‏ “‏ إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلاً لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ‏”‏‏.‏ (صحيح البخاري 3337)

والدجال لن يستطيع الدجال أن يدخل أربعة مواطن كما أخبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

لا يأتي أربعة مساجد – فذكر المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، والطور والمدينة.

(مسند أحمد)

الخلفية التاريخية للقبلة الأولى (بيت المقدس):

فُتح بيت المقدس في عهد الخلافة الراشدة. فُتحت هذه الأرض المقدسة – فلسطين وبالتحديد بيت المقدس – في عام 15 هـ في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

زار عمر (رضي الله عنه) خلال خلافته منطقة الشام (سوريا الكبرى) أربع مرات. وقد عقد نصارى بيت المقدس معه صلحاً هناك، وسلموا مفاتيح المدينة إلى عهدته. ومنذ ذلك الوقت، ظلت هذه الأرض المباركة تحت حكم المسلمين لأكثر من خمسة قرون.

الحروب الصليبية

في عهد الخلافة الراشدة وما بعدها، شهد الإسلام ازدهارًا كبيرًا لدرجة أنه انتشر في أركان العالم الأربعة. وانتقامًا من الهزائم المتتالية التي تعرضوا لها خلال هذه الفترة، شن المسيحيون حروبًا ضد المسلمين من أواخر القرن الحادي عشر إلى أواخر القرن الثالث عشر، بهدف استعادة السيطرة على البحر الأبيض المتوسط والأراضي العربية وفلسطين وخاصة القدس. يُشار إلى هذه الحروب في التاريخ العالمي باسم الحروب الصليبية. وخلال هذه الحروب، نجح المسيحيون مرة أخرى في الاستيلاء على القدس.

انتصار السلطان صلاح الدين الأيوبي

تحررت القدس مرة أخرى عام 583هـ (1187م) عندما هزم الصليبيون على يد السلطان الأيوبي صلاح الدين الأيوبي. وكان الإنجاز الأبرز لصلاح الدين الأيوبي بعد فتح بيت المقدس هو أنه لم يطلب الانتقام من المسيحيين على المذابح التي ارتكبوها ضد المسلمين. وبعد هذا الانتصار العظيم في الحروب الصليبية، بقيت القدس تحت حكم المسلمين دون انقطاع لمدة 762 سنة تقريبًا.

المؤامرات اليهودية والسيطرة على القدس

كان اليهود في كل عصر من العصور هدفًا للكراهية والازدراء بسبب ما يحيكونه من مؤامرات ومؤامرات. وقد قامت كل دولة، في مرحلة ما، بطردهم من داخل حدودها. حتى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قد نفاهم من المدينة المنورة بسبب غدرهم ومؤامراتهم، ثم استقروا في خيبر. ولا تزال مؤامراتهم مستمرة حتى يومنا هذا. ونتيجة لمثل هذه المؤامرات، تكللت مؤامرة عالمية قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من أعداء الإسلام في عام 1948م بإقامة دولة يهودية في قلب العالم الإسلامي، في منطقة فلسطين. ووقع نصف المدينة المقدسة والقبلة الأولى، القدس، تحت السيطرة اليهودية.

في عام 1967، خلال الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة، قام اليهود بقصف وحشي على مدينة القدس. هُدمت البوابة الرئيسية للمسجد الأقصى، ودُمرت إحدى مآذنه. ونتيجة للحرب، احتلت إسرائيل 78% من أرض فلسطين. وفي حزيران 1967، ألغى البرلمان الإسرائيلي هوية القدس العربية وأعلنها جزءًا من إسرائيل. وهكذا، بقيت قبلة المسلمين الأولى تحت الاحتلال اليهودي حتى يومنا هذا.

في آب/أغسطس 1969، وقعت واحدة من أكثر الحوادث مأساوية في تاريخ العالم الإسلامي. فعلى مدار ثلاث ساعات ونصف الساعة، اشتعلت النيران داخل المسجد الأقصى. احترق جزء كبير من المسجد، وتحول منبر السلطان صلاح الدين الأيوبي التاريخي إلى رماد. اجتاحت موجة غضب عارمة العالم الإسلامي بأسره، ولكن حتى يومنا هذا، ينتظر المسجد الأقصى من صلاح الدين الأيوبي شخصًا آخر – شخصًا يحرره من قبضة اليهود ويعيد له قدسيته.

في ديسمبر 2017، اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما أعلن أنه في غضون السنوات الثلاث المقبلة، سيتم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وخلال الأسبوع ونصف الأسبوع الماضي، قصفت إسرائيل مدينة غزة الفلسطينية. وقد استشهد أكثر من 200 شخص، وهُدمت مئات المنازل، وسُوّيت عشرات المباني بالأرض. وفي محاولة منها لإخفاء أخبار الفظائع التي تُرتكب ضد الفلسطينيين، تم قطع نظام الاتصال الوحيد لديهم. إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ إلى متى سيبقى المظلومون صامتين في ظل الطغيان؟ متى سيظهر صلاح الدين الأيوبي آخر لينقذهم من براثن اليهود؟

للاطلاع على ملخص سورة المدثر اضغط هنا!

قبلہ اول اور اسکا تحفظ

JazakAllahu Khairan for reading. If you have found this information beneficial, please share it with your loved ones and friends. May Allah reward you abundantly for your efforts.

SHARE ON

Leave A Reply