Back

في أوقات اليأس، لا تتخلى عن الأمل1 min read

 Home – Read Article to Feed Your Soul

4

في أوقات اليأس، لا تتخلى عن الأمل

إن الله تعالى، وضع الإنسان في هذا الوجود لعبادته وعبوديته. والحياة والموت خلقهما الله تعالى، ليختبر من يحسن العمل، ومن ينجح في محنته وابتلاءاته، ومن يفشل. فالحياة البشرية سلسلة متصلة من السعادة والحزن واليسر والعسر، وستستمر هذه السلسلة إلى يوم القيامة.

العارفون بحلاوة الإيمان يواجهون كل لحظة بوجه مبتسم. ففي لحظات الفرح يشكرون الله في أوقات الفرح، وفي لحظات الحزن يظهرون الصبر والاحتساب. أما المحرومون من حلاوة الإيمان فيجدون لحظات الفرح لا طعم لها، بينما ظلال الحزن الكريهة قد تجتاح حياتهم. يتذمرون ويصابون بالإحباط.

وبدلاً من إظهار الصبر والثبات في أوقات الشدائد، يغرقون في اليأس. وحتى عندما يواجهون صعوبات دنيوية، فإنهم يزيدون وضعهم سوءًا بفقدانهم الأمل في رحمة الله الواسعة، وينتهي بهم الأمر إلى تدمير حياتهم الدنيوية أيضًا.

إن الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد تعزز إحساسنا باليأس، ويبدو أن الجميع يتذمرون من بعضهم البعض، ومستقبلنا محفوف بالمخاطر الجسيمة. لقد نسينا أننا أتباع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وأننا مسلمون، وأننا خير أمة، وأننا خير أمة، وأننا نحظى ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم. لقد أنعم الله علينا بأفضل منطقة في العالم، الحرية الدينية والعقائدية فلماذا نقع في اليأس إذن؟

بسبب الجهل وقلة المعرفة

كثيراً ما يقع الناس فريسة اليأس رغم رحمة الله الواسعة. إن رحمة الله تعالى ونعمه التي لا تعد ولا تحصى، وأفضاله التي لا حد لها، وكرمه الذي لا حدود له، قد جعلنا نقع في اليأس في زمن الجهل وقلة العلم. إن ذات الله الخالصة هي القدرة المطلقة؛ فهو سبحانه وتعالى يقول للشيء كن فيكون. وإذا ابتلى أحدًا بشدة، فهو القادر على تفريجها.

تشمل مظلة رحمته العالم بأسره. وقوله تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ”. فلا تقطعوا الأمل في رحمة الله الواسعة، وتذكروا دائمًا أن الله هو القادر على أن ييسر في العسر واليسر.

۞ وَٱكْتُبْ لَنَا فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةًۭ وَفِى ٱلْـَٔاخِرَةِ إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِىٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنْ أَشَآءُ ۖ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ (7: 156)

ولا شك أن رحمته تعالى وسعت كل شيء، ونعمه تعالى في هذا الكون الواسع من الكثرة بحيث يستحيل قياسها والإحاطة بها. لذلك يجب على الإنسان المبتلى بالضيق أن يؤمن برحمة الله التي لا حدود لها، وأن يسعى جاهدًا إلى إدراك رحمته الشاملة.

في الخوف الإلهي والتطرف والمبالغة.

يرتكب الإنسان مدفوعًا بمطالب البشرية ذنبًا عظيمًا أو جرمًا شديدًا. ويشعر في أعماق قلبه بثقل خطيئته ومعصيته. يتمنى بقلب صادق أن يتوب عن خطاياه. ولكنه لشدة ذنبه وفداحة جرمه يقع فريسة التطرف والمبالغة في الخوف من الله، فيقع في شرك اليأس والقنوط، ويظن أن أبواب المغفرة قد أغلقت في وجهه. ولذلك يقرر الإمام ابن القيم أنه لا ينبغي للإنسان أن يفرط في الخوف من الله تعالى بحيث يؤدي به إلى اليأس، فيصبح فاقداً للرجاء في رحمة الله تعالى. فهذا الخوف مذموم. ويذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه سمع من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن حد الخوف الإلهي هو الذي يمنع الإنسان من ارتكاب الذنوب والمعاصي، فإذا كان الخوف من الله تعالى يمنع من ارتكاب الذنوب والمعاصي فهو مذموم. ومجاوزة حد الخوف الإلهي لا يصح. كما أن الخوف المؤدي إلى اليأس من رحمة الله تعالى لا يصح، لأن الخوف المؤدي إلى القنوط من رحمة الله تعالى (مدارج السالكين: 371/2) .

صحبة القانطين

يجد الإنسان نفسه أحيانًا في موقف صعب، ويجد نفسه أحيانًا في موقف صعب، وهو أيضًا يثق بربه أنه عاجلاً أو آجلاً سيفيض عليه من فضله. وفي النهاية تنقشع غيوم الشدائد الثقيلة عن رأسه. ولكنه غالبًا ما يكون محاطًا بأفراد يهيمون باستمرار في أودية اليأس والقنوط. يندر ذكر رحمة الله تعالى ومغفرته على ألسنتهم، بينما لا ينقطع الحديث عن غضبهم وسخطهم على الله تعالى. وبالتالي، فإن الآثار السلبية لمثل هذه الصحبة اليائسة تحفر تدريجيًا في ذهن الشخص.

الصبر والاستعجال في الحصول على النتائج

إنّ الصبر والتحمّل في مواجهة الصعاب والآلام يضيء جذوة الأمل في نفس الإنسان. كما أنه يغرس روح الصمود والمثابرة في مواجهة المحن والمصاعب. والفرد الصابر الصامد الصابر لا يفقد الأمل في رحمة الله، ولا يستعجل في تحقيق النتائج على عجل. وذلك لأن عدم الصبر غالبًا ما يقوض جوهر الصبر. وبالتالي، فإن الشخص الذي يتخلى عن الصبر سرعان ما يصاب باليأس ويفشل في تحقيق النتائج المرجوة. إن عدم الصبر لديه ميل إلى استنزاف مخزون الصبر، مما يؤدي إلى موجات من اليأس. ولهذا السبب جاء في الحديث الشريف النهي عن استعجال قبول الدعاء. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏ “‏ يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي “. (صحيح البخاري 6340)

المبالغة في التعلق بالدنيا وتجاوز حدودها

عندما يفرط الإنسان في التعلق بثروات الدنيا وممتلكاتها ووسائل عيشها، يصبح طلب الراحة جزءًا لا يتجزأ من حياته. إنهم يرغبون باستمرار في الطمأنينة والرضا والصحة الجيدة ونمط الحياة المترف، وأسلوب الحياة الباذخ. ويصبح الركون إلى الراحة واليأس في أوقات الشدائد من طبيعتهم. وفي هذا الصدد، أرشدنا الله عز وجل: “يئسوا” (القرآن، سورة الروم: 36). وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَيْهِمْ بِالنِّعْمَةِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ، ولكن إذا أصابهم أي مكروه بسبب أفعالهم سرعان ما يصابون باليأس التام. إن الآثار السلبية لليأس يمكن أن يكون لها آثار ضارة على الأفراد.

وإذا أذقنا الناس رحمةٌ فَرِحُوْا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيَهُمْ إِذَا هُمْ

يبقى المؤمن صامدًا حتى عندما تواجهه المحن والمصاعب التي لا حصر لها، ويبقى إيمانه ثابتًا لا يتزعزع. حتى في أصعب الظروف، فإنهم لا يتخلون عن الصبر والرضا. لديهم ثقة كاملة في رحمة ربهم الكريم الواسعة والشاملة. لا يسمحون لليأس أن يدنو منهم لأن اليأس سمة من سمات الكافرين والضالين، كما أمر الله تعالى:

قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ. (15:56)

اليأس من رحمة الله ورسوله هو القنوط من رحمة الله ورسوله. فانظر كيف أن رحمة الله الواسعة لا تقتصر على المؤمنين والصالحين فقط، بل إن سعة رحمة الله تعالى تنال البر والفاجر، والمؤمن والكافر، بل إن رحمة الله تعالى تشمل الصالحين والعصاة والمؤمن والكافر. فأينما وليت وجهك تجد بركات رحمة الله، لأن من دار الرب لا تنبثق وتتجلى إلا الرحمة. أمر الله تعالى

قُل لِّمَن مَّا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ. (6:12)

كَتَبَ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ. ولذلك إذا يئس الإنسان من رحمة الله فكأنما جحد وأنكر الآيات القرآنية والآثار النبوية التي تذكر سعة رحمة الله. والقنوط سبب الكفر والشرك والهلاك والضلال. فالذي ييأس من رحمة الله لا يستطيع أن يحافظ على إيمانه بوحدانية الله. بل ييأس ويلجأ إلى الكفر والشرك عند مواجهة تحديات الحياة ومصاعبها، مع أن المقدر له لا يمكن تغييره. ولذلك فإن فقدان الأمل في رحمة الله تعالى أشبه ما يكون بإلقاء النفس في هاوية الهلاك والدمار. وقد نهى الله عز وجل عن هلاك النفس، كما جاء في أمره سبحانه وتعالى، فقال تعالى

وَأَنفِقُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوٓا۟ ۛ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ. (2:195)

الإلقاء إلى التهلكة هو القنوط من رحمة الله. (تفسير الجلالين: 217/1)

التهاون في الذكر والعبادة

يمكن أن تمتد آثار اليأس الضارة إلى التزامات المرء الدينية وعباداته. فعندما يغطي حجاب اليأس عقل المرء وروحه، قد يصبح مهملاً في أداء واجباته والتزاماته الدينية. وقد يصل به اليأس في بعض الأحيان إلى حد اليأس من الطاعات والعبادات، رغم ما يمكن أن يجنيه منها من فوائد. يقول الحافظ ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-:

القائط آئس من نفع الأعمال، ومن لازم ذالك تركها. (الزواجر: 122/1)

المداومة والمثابرة على ارتكاب المعاصي والشرور

وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

لرجل يُصِيبُ الذنب فيقول : قد هلكت ، ليس لي توبةٌ، فَيَيأس من رحمة الله، و ينهمك في المعاصي فنهاهم الله تعالي عن ذالك، قال تعالى.

يَـٰبَنِىَّ ٱذْهَبُوا۟ فَتَحَسَّسُوا۟ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَا۟يْـَٔسُوا۟ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ لَا يَا۟يْـَٔسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ. (12: 87)

كيف يمكننا التغلب على اليأس؟

الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته

إذا كمل إيمان الإنسان ويقينه بأسماء الله وصفاته، وتدبر معانيها ومدلولاتها، وعاش حياته ممتثلاً لأوامره، فلا يمكن أن يضيع في وادي اليأس أبداً. وإذا ما ابتلي الإنسان بضيق وشدة فعليه أن يتذكر صفة الرحمة الإلهية ويتطلب رأفته وكرمه. فإن رحمته تعالى وسعت كل شيء، ورحمته تعالى وسعت كل شيء، ورحمته تعالى وسعت كل شيء. وإذا ابتلي الإنسان بالذنوب والمعاصي، فعليه أن يتذكر صفة المغفرة لله تعالى ويطلب عفوه ومغفرته. وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ الْغَفُورُ يَفْرَحُ كَثِيرًا إِذَا رَجَعَ إِلَيْهِ عِبَادُهُ بِالتَّوْبَةِ. حتى لو كان الإنسان مبتلى بمرض مميت ومستعصٍ على الرغم من إجابات أطباء الدنيا فلا ينبغي أن يفقد الأمل في رحمة الله. إن الله الذي وهب البشرية معرفة الطب، يملك علاجًا لكل مرض صعب، وهو الذي وهب البشرية معرفة الطب. فهو لم يخلق داءً إلا وجعل له علاجًا. فالمسألة فقط مسألة إمكانية الوصول إلى الخبرة الطبية. والمقصود أن الشفاء من كل ألم والخلاص من كل بلاء ممكن عند الله تعالى، شريطة أن يتوجه المرء بإيمان ويقين كاملين.

إحسان الظن بالله تعالى

لكي ينجو الإنسان من دوامة اليأس، لا بد له من اجتناب المعاصي وإحسان الظن بالله تعالى. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏ “‏ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ‏”‏‏.‏ (صحيح البخاري 7405)

الصبر والمثابرة في أوقات المحن والابتلاءات

لقد ذم الله عز وجل الذين ييأسون في أوقات الشدائد والمحن، واستثنى من هذا الذم من يتحلى بالصبر والمصابرة في مثل هذه المحن. وقد قال الله عز وجل:

وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ مِنَّا رَحْمَةًۭ ثُمَّ نَزَعْنَـٰهَا مِنْهُ إِنَّهُۥ لَيَـُٔوسٌۭ كَفُورٌۭ. (11:9)

وَلَئِنْ أَذَقْنَـٰهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّـَٔاتُ عَنِّىٓ ۚ إِنَّهُۥ لَفَرِحٌۭ فَخُورٌ. (11:10)

إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُو۟لَـٰٓئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌۭ وَأَجْرٌۭ كَبِيرٌۭ. (11:11)

الدعاء مع الثقة بالقبول

بالإضافة إلى تجنب عدم الصبر، فإن الدعاء مع الثقة بالقبول هو أيضًا من أفضل العلاجات للتغلب على اليأس. فقط تلك الصلوات المقبولة في المحكمة الإلهية هي تلك الصلوات التي تتم بإيمان ثابت وإخلاص. والدعوات التي تُدْعَى مع الغفلة وعدم التركيز ليست بعيدة عن القبول. روى أَبُو هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ

أدْعُو الله وَأَنتُمْ مُوْقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيْبُ دُعَاءاً مِنْ قَلْب غافِل لاہ. (سنن الترمذي: 3479، الألباني: حسن)

اعتماد الوسائل المباحة

إذا ابتلي الإنسان بمرض أو محنة فعليه أن يجتهد في الأخذ بالوسائل المباحة التي شرعها الله تعالى لطلب الفرج، فإن لم يجدها فعليه أن يتحرى الوسائل المباحة. فإذا كان الإنسان مريضًا فعليه أن يسعى إلى التداوي عند الطبيب مع الاحتفاظ بالأمل الكامل في الله تعالى بالشفاء. وتتجلى أهمية عدم فقدان الأمل والأخذ بالأسباب المباحة في أوقات الشدائد في قصة نبي الله يوسف عليه السلام. فبعد فراقه لابنه الحبيب بنيامين، وعندما عاد إخوة يوسف بن يعقوب عليه السلام بنبأ فقده، قال أبوهم يعقوب عليه السلام

يَـٰبَنِىَّ ٱذْهَبُوا۟ فَتَحَسَّسُوا۟ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَا۟يْـَٔسُوا۟ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ لَا يَا۟يْـَٔسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ. (12: 87)

الانقطاع عن الدنيا

من الأسباب الأساسية لليأس هو التعلّق المفرط بمتاع الدنيا والثروة وملاذ الحياة. وهذا هو السبب في أن الإنسان يصاب باليأس عندما يفقد هذه المتاع الدنيوي أكثر مما ينبغي أحيانًا. ومن الضروري أن نتأمل في هذا الأمر بعمق، وأن نفهم أن الله عز وجل يهب المتاع الدنيوي لمن يحب ولمن لا يحب، وأن الله تعالى يهب المتاع الدنيوي لمن يحب ولمن لا يحب. أما في الآخرة، فيختص الله تعالى بنعمه في الآخرة من يشاء من عباده الذين يحبهم ويصطفيهم.

تأمل أن نبينا الخاتم، محمد صلى الله عليه وسلم، كان أحب الخلق إلى الله وأكرمهم عليه. ومع ذلك فقد نأى بنفسه عن مفاتن الدنيا وملذاتها. إن دراسة أدب الحديث النبوي الشريف تكشف أنه عاش حياة البساطة في كثير من الأحيان.

تذكر

مهما شحت الوسائل، ومهما ضاقت السبل، ومهما كانت الظروف قاسية، سيظل المسلم دائمًا داعيًا إلى الخير. لماذا؟ لأن

وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين. (الأعراف: 128)

لذلك اتقوا الله في أنفسكم ولا تشيعوا اليأس والإشاعات بين الناس، فإنها من استراتيجيات الحرب وتكتيكات العدو لزرع اليأس بين المسلمين. فتمسكوا بالأمل والتفاؤل، وتوكلوا على الله تعالى توكلاً كاملاً. فإنكم ستنتصرون كما قال الله تعالى:

وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ (37:171)

وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ. (37:173)

مایوس کن حالات میں امید کا دامن ہاتھ سے نہ چھوٹے

JazakAllahu Khairan for reading. If you have found this information beneficial, please share it with your loved ones and friends. May Allah reward you abundantly for your efforts.

SHARE ON

Leave A Reply