Back

في الدولة الإسلامية، حقوق الأقليات في الدولة الإسلامية1 min read

 Home – Read Article to Feed Your Soul

7

في الدولة الإسلامية، حقوق الأقليات في الدولة الإسلامية

إن الحكم الإسلامي يُلزم حكامه بالتمسك بالإسلام مع التركيز على قيم مثل الأخلاق وحسن السيرة والرفق والعدل والإنصاف في معاملتهم لرعاياهم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. ويعلمهم أنه كما فتح الله تعالى برحمته اللامتناهية أبواب نعمه على أهل الإسلام وأهل الديانات الأخرى من اليهود والنصارى والهندوس والسيخ وغيرهم، فإن لكل فرد حق متساوٍ في الاستفادة من النعم التي لا تحصى من الرزق والهواء والماء والنور وسعة السماوات والأرض. لا أحد محروم من نصيبه الشرعي من أي نعمة، وبالمثل، فإن أي حكومة تدعي أنها تعمل وفقًا للشريعة الإلهية ملزمة بإقامة نظام حكم قائم على العدل، كما تنير تعاليم القرآن والحديث، حيث يتم ضمان الحقوق الأساسية وضروريات الحياة الأساسية لكل مواطن، بغض النظر عن دينه، دون تمييز.

أما إذا تولى أي فرد متحيز وضيق الأفق منصباً في الحكومة وهو بلا شك يحافظ على حقوق المسلمين ويهمل حقوق الأقليات غير المسلمة، فإنه يتعدى على حقوقهم ولا يعاملهم على قدم المساواة في الحقوق الأساسية، ويتصرف بما يخالف تعاليم القرآن والحديث، وكذلك ممارسات الخلفاء الراشدين. ويمكن القول بثقة في ضوء هذه المصادر أنه ليس له الحق في الحكم. ويتعين على الرعايا المسلمين أنفسهم إما أن يبذلوا جهوداً لتأمين حقوق الأقليات من هذا الحاكم أو إزاحته عن الحكم. أما إذا لم يبذل الرعايا المسلمون مثل هذه الجهود، بل سكتوا على انتهاك حقوق الأقليات، فإنهم يشتركون مع الحاكم في الإثم. ولذلك، فإنه من الخطأ التام الافتراض أن الإسلام لا يراعي حقوق الأقليات أو أنه يتغاضى عنها بأي شكل من الأشكال.

حقوق الأقليات في الدولة الإسلامية

حقوق متساوية للمسلمين

هناك أيضًا بعض الأمور التي جعل الله سبحانه وتعالى لغير المسلمين فيها حقوقًا مساوية لحقوق المسلمين. ونكتفي بذكر القليل منها:

إن شرف الإنسانية الذي منحه الإسلام للإنسان لا مثيل له في أي دين أو عقيدة أخرى في العالم. وسواء كان الإنسان مسلمًا أو غير مسلم، رعية أو مواطنًا، في السلم أو في الحرب، حيًا أو ميتًا، في كل الظروف، فقد شرع الإسلام كرامة واحترامًا خاصًا له. وفي هذا الصدد، أكد الإسلام على حماية أرواحهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم وكرامة أتباعه. فقد خلق الله عز وجل البشر جميعًا من أصل واحد، وفي هذا الصدد، سواء أكان المرء مسلمًا أم غير مسلم، فالجميع متساوون في الكرامة. ولذلك، فإن هدي الله تعالى هو:

۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ ءَادَمَ وَحَمَلْنَـٰهُمْ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَفَضَّلْنَـٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍۢ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًۭا. (17:70)

ويمكن فهم مفهوم كرامة الإنسان واحترامه وتكريمه في الإسلام من الآية الكريمة من القرآن الكريم التي بيّن الله تعالى فيها بوضوح أن قتل النفس البريئة بمثابة قتل الإنسانية جمعاء. قال الله تعالى

مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفْسًۢا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًۭا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًۭا ۚ وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلْبَيِّنَـٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًۭا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِى ٱلْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ. (5:32)

وَيَدْخُلُ فِي هَذَا الْقِسْمِ قَتْلُ غَيْرِ الْمُسْلِمِ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ. وَمَنْ أَحْيَا نَفْسًا وَاحِدَةً فَكَأَنَّمَا أَحْيَا نَفْسًا وَاحِدَةً. ولفظ (النفس) هنا عام يعم كل نفس، ويعني قتل أي نفس بشرية بغير حق، بغض النظر عن دينها أو لغتها أو مكان إقامتها في الدنيا.

احترام النفس المقتولة

إن توقير الإسلام وكرامته وتكريمه لحياة الإنسان لا يقتصر على مدة حياة الإنسان بل يمتد إلى ما بعد الموت. ولذلك فقد ساوى النبي صلى الله عليه وسلم بين احترام الإنسان المتوفى واحترام الإنسان الحي. وقد نهى عن أفعال مثل التمثيل بالجثة أو كسر عظامها أو قطع يديها أو رجليها أو أنفها أو تمزيقها أو حرقها أو تدنيس قبرها. وقد أعلن أن هذه الأفعال محرمة (حرام). كما جاء في صحيح البخاري (حديث 2474) من حديث عبد الله بن زيد الأنصاري، وهو في صحيح البخاري (حديث 2474):

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا فَقَالَ ‏ “‏ اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تُمَثِّلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا ‏”‏ ‏.‏ وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ ‏.‏ قَالَ وَفِي الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَأَنَسٍ وَسَمُرَةَ وَالْمُغِيرَةِ وَيَعْلَى بْنِ مُرَّةَ وَأَبِي أَيُّوبَ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ بُرَيْدَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏.‏ وَكَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ الْمُثْلَةَ. (جامع الترمذي 1408)

احترام الجنائز

إن الإسلام في الوقت الذي علّم فيه الحفاظ على كرامة الإنسان وشرفه، أمر أتباعه بالوقوف احترامًا عند مرور مواكب جنائز غير المسلمين. ويؤكد على أهمية إظهار التوقير لموتى الديانات الأخرى.

جاء في رواية في صحيح البخاري:

حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ فَقَامَا‏.‏ فَقِيلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، أَىْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَقَالاَ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَقَامَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ‏.‏ فَقَالَ ‏ “‏ أَلَيْسَتْ نَفْسًا ‏”‏‏.‏ وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ كُنْتُ مَعَ قَيْسٍ وَسَهْلٍ ـ رضى الله عنهما ـ فَقَالاَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏.‏ وَقَالَ زَكَرِيَّاءُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى كَانَ أَبُو مَسْعُودٍ وَقَيْسٌ يَقُومَانِ لِلْجِنَازَةِ. (صحيح البخاري 1312، 1313)

الحق في الحرية الدينية

يدعو الإسلام الناس إلى عبادة الله تعالى، لكنه لا يجبر أو يضغط على أفراد الديانات الأخرى لتغيير معتقداتهم أو قبول الإسلام. فلا إكراه أو إكراه في أمور العقيدة. فالدعوة إلى الحق والإكراه حقيقتان منفصلتان تمامًا. ينص القرآن الكريم ببلاغة على مفهوم تبليغ رسالة الحق دون إكراه:

ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ. (16:125)

لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. (2:256)

(100) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (100) دِينُكُمْ لَكُمْ وَدِينِي لَكُمْ. هذه هي الحكمة العملية للشريعة، أن غير المسلمين أحرار في ممارسة دينهم وطريقة حياتهم. ولن تتدخل الدولة الإسلامية في معتقداتهم وعباداتهم. وقد جاء في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران الجملة التالية: “إن الله تعالى كتب على أهل نجران أن لا يتدخل في دينهم ولا في عباداتهم”:

ولنجران وحاشيتهم جوار الله و ذمة محمد النبي رسول الله علي انفسهم وملتهم و ارضهم و اموالهم و غائبهم و شاهدهم و بيعهم و صلواتهم لا يغيروا اسقفا عن اسقفيته ولا راهبا عن رهبانية ولا واقفا عن وقفانيته وكل ما تحت ايديهم من قليل اوكثير. (ابن سعد، الطبقات الكبرى 1: 358،228)

الحق في الحرية الثقافية والاجتماعية

في الدولة الإسلامية يحق للأقليات أن تعيش وفق تقاليدها القومية والثقافية إلى الحد الذي لا يتم فيه التدخل حتى في أمورها الشخصية كالزواج والطلاق وغيرهما من الأمور الأخرى، طالما أن هذه الممارسات لا تتعارض مع أعرافها الثقافية. في الدولة الإسلامية، وبعيدًا عن الحرم المكي الشريف، يمكن للأقليات اختيار أماكن إقامتهم كما يشاؤون، ويمكنهم أيضًا اختيار الرحيل إذا رغبوا في ذلك. يشير مصطلح “الحرم” إلى مدينة مكة المكرمة، وقد ثبت بنص واضح أن غير المسلمين ممنوعون من الإقامة فيها. وفي المجتمع الإسلامي يمكن فهم أهمية حقوق الأقليات في المجتمع الإسلامي من الأمر المبارك الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم:

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ الْمَدِينِيُّ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ عِدَّةٍ، مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ آبَائِهِمْ دِنْيَةً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏ “‏ أَلاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوِ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” . (سنن أبي داود 3052)

حِفْظُ أَمْوَالِ الْيَتَامَى وَأَنْفُسِهِمْ:

وسأل صعصعة بن معاوية ابن عباس فقال: “إنا نمر بأهل الذمة فيذبحون لنا دجاجاً أو غنماً ويقروننا على الضيافة. فما رأيك في هذا؟ فقال ابن عباس: “ما رأيك في هذا الأمر”؟ فأجابه صعصعة: “لا نرى به بأسًا”. فقال عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – عند ذلك: “لا نرى به بأسًا”:

هذا كما قال أهل كتاب اليْسَ عَلَيْنَا فِي الأُميين سبيل) إنهم إذا أتوا الجزية لم تحل لكم أموالهم إلا بطيب أنفسهم (916) .

الحق في الحياة الخاصة والسرية الشخصية

إن لكل فرد في الجمهورية الإسلامية الحق في الحياة الخاصة، ولا يجوز لأي شخص أن يدخل بيته إلا بإذنه ورضاه؛ لأن مسكن كل شخص هو مركز الأمور الخاصة والسرية، ويحرم انتهاك هذا الحق تحريماً باتاً. إن التعدي على هذا الحق هو انتهاك لكرامة الفرد ولا يجوز بأي حال من الأحوال. ودخول البيوت بدون إذن ممنوع منعاً باتاً. قال الله تعالى

يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدْخُلُوا۟ بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا۟ وَتُسَلِّمُوا۟ عَلَىٰٓ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌۭ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. (24:27)

فَإِن لَّمْ تَجِدُوا۟ فِيهَآ أَحَدًۭا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ٱرْجِعُوا۟ فَٱرْجِعُوا۟ ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌۭ. (24:28)

الحق في الحرية الاقتصادية والمالية

لا يتقيد غير المسلمين في الحكومة الإسلامية بأي قيود من حيث مزاولة الأنشطة الاقتصادية؛ فلهم أن يزاولوا أي مهنة أو تجارة يزاولها المسلمون، إلا ما يسبب ضرراً اجتماعياً للدولة ككل. فكل ما هو محظور على المسلمين يكون محظورًا عليهم أيضًا، كالمعاملات الربوية التي تؤدي في النهاية إلى تدمير المجتمع بأسره أو غيرها من الأنشطة المماثلة.

أما غير المسلمين فيجوز لغير المسلمين أن يختاروا أي مهنة كانت، ولا مانع من استئجار المسلمين لهم للعمل مقابل أجر، ولا مانع من استئجارهم للعمل مقابل أجر. ولا يوجد في الإسلام ما يدل على فرض أي شكل من أشكال التمييز ضد غير المسلمين على أساس مهنهم. وفي المعاملات التجارية، فإن الضرائب التي يدفعها المسلمون يجب أن يدفعوها هم أيضاً.

معاملة الأقليات باحترام

في دين الإسلام توجيه واضح بمعاملة غير المسلمين الذين لا يعارضون الإسلام ولا يمارسون أي نشاطات تخريبية ضده بالرفق والرحمة وحسن الخلق والمجاملة.

لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ. (60:8)

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَـًۭٔا ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَـًۭٔا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ مُّؤْمِنَةٍۢ وَدِيَةٌۭ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهْلِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَصَّدَّقُوا۟ ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّۢ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌۭ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ مُّؤْمِنَةٍۢ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍۭ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَـٰقٌۭ فَدِيَةٌۭ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهْلِهِۦ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ مُّؤْمِنَةٍۢ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةًۭ مِّنَ ٱللَّهِ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًۭا. (4:92)

احترام الرموز الدينية

يحرم في دين الإسلام تحريمًا قاطعًا على المسلمين إهانة آلهة المشركين باستخدام ألفاظ مسيئة، لئلا يقابل المشركون ذلك بإهانة إله المسلمين. والهدف الأساسي من هذا النهي هو في الواقع الحفاظ على كرامة الإنسان، لأن الإنسان له بعض الأمور المقدسة، واحترام مشاعره هو في الواقع نوع من التكريم له. وعلى الرغم من أن المشركين قد لا يؤمنون بوحدانية الله، إلا أنهم مع ذلك يعترفون بوجود الله ويعتبرونه مشروعًا. وعندما يهين المسلمون آلهة المشركين، يرد المشركون بإيذاء مشاعر المسلمين كما آذى المسلمون مشاعرهم. وهذا يؤدي إلى الحسد والبغضاء والعداوة المتبادلة، وهذا يتنافى مع مبادئ الاحترام والتكريم لكلا الطرفين. ونتيجة لذلك تسود العداوة والشقاق. وقد أمر الله تعالى

وَلَا تَسُبُّوا۟ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّوا۟ ٱللَّهَ عَدْوًۢا بِغَيْرِ عِلْمٍۢ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ. (6:108)

الحفاظ على أماكن العبادة

بعد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كان أفضل قادة الإسلام الخلفاء الراشدين الخلفاء الراشدين بعد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يمدون قادة الجيوش التي تبعث في سبيل الله بإرشادات تتعلق بآداب الحرب. فمثلاً عندما أمَّر أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – أسامة بن زيد على جيش، أعطاه التعليمات التالية

إني موصيك بعشر : لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرًا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرًا ولا تخربن عامرًا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لماكلة ولا تغرقن نخلا ولا  تحرقنه، ولا تغلوا ولا تجبنوا وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له. (المراجع: السنن الكبرى للبيهقي: 899، وتأريخ الطبري: 2153).

اسلامی ریاست میں اقلیتوں کے حقوق

JazakAllahu Khairan for reading. If you have found this information beneficial, please share it with your loved ones and friends. May Allah reward you abundantly for your efforts.

SHARE ON

Leave A Reply