المشاكل المتعلقة بالأضحية
Table of Contents
Toggleكيف تُقبل الأضحية عند الله تعالى، وكيف تُقبل الأضحية عند الله تعالى؟
إن الأضحية عبادة عظيمة، وجمال العبادة يكمن في قبولها عند الله تعالى، حيث ينال العبد ثوابها وبركتها. ولذلك ينبغي على كل مسلم أن يجتهد ويحرص على أن تكون عبادته مقبولة عند الله تعالى، وأن يكون همه أن تكون عبادته مقبولة عند الله تعالى، وأن لا يكون فيها نقص أو خلل. وينبغي أن لا يكون هناك خطأ أو تقصير يعيق قبول عبادتهم. وهذا الأمر يقع على عاتق كل فرد أن يقيمه على أساسه. وإنها لخسارة كبيرة أن يقضي الإنسان عمره كله في تقديم القربات، ولكنه لا يتقبلها عند الله تعالى، فيُحرم من الثواب والبركة في الآخرة. فليحفظ الله تعالى كل مسلم من هذا الحرمان.
الشروط الأساسية لقبول الأضحية ثلاثة شروط أساسية لقبول الأضحية
اعلم أن هناك ثلاثة شروط لقبول أي عبادة بما فيها الأضحية بين يدي الله تعالى، وهي
- أن تكون العبادة مصحوبة بالإيمان. وهذا هو السبب في أن أي عبادة يؤديها غير المسلم لا تقبل عند الله تعالى، وهذا هو السبب في أن أي عبادة يؤديها غير المسلم لا تقبل عند الله تعالى، بل لا تقبل عند الله تعالى. ومع ذلك فإن الله تعالى يثيب على الأعمال الصالحة في الدنيا ولا قيمة لها في الآخرة.
- يجب أن تكون العبادة متوافقة مع تعاليم الشريعة الإسلامية. فما لا يتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية لا يكون مقبولاً عند الله تعالى. من المهم اكتساب المعرفة الدقيقة بالعبادة قبل أدائها. فقط بعد الحصول على المعرفة الدقيقة يمكن أداء العبادة وفقًا لتعاليم الشريعة.
- يجب أن تؤدى العبادة بإخلاص. عندما تؤدى العبادات رياءً أو تظاهرًا فإنها غير مقبولة عند الله تعالى.
هذه العوامل الثلاثة ضرورية لقبول أي عبادة. فإذا اختل أي عامل من هذه العوامل لم تقبل العبادة، بل قد لا تعتبر عبادة صحيحة. ومشكلتنا اليوم أننا لا نراعي هذه العوامل عند أداء العبادة، مما يؤدي إلى إهدار العمر. ومع ذلك، فإننا نفتقر أيضًا إلى القدرة على أداء العبادة بشكل صحيح. على سبيل المثال: إن تقديم صلاة التطوع عمل فاضل عظيم ووسيلة للتقرب إلى الله تعالى، ولكن إذا أدى الإنسان صلاة التطوع في الأوقات المكروهة فلن يحصل على أي أجر، بل ستتراكم عليه الذنوب. لا يجوز أداء صلاة التطوع في الأوقات المكروهة. وكأن الفضيلة تنقلب إلى معصية إذا أديت على خلاف تعاليم الشريعة. وعلى هذا فمن المهم أن ندرك أن الخير لا يوجد في كل مكان، وإنما يصير فضيلة عندما يؤدى وفق تعاليم الشريعة وبإخلاص، فالخير لا يكون في كل مكان، وإنما يكون فضيلة عندما يؤدى وفق تعاليم الشريعة وبإخلاص.
وينطبق الأمر نفسه على عمل الأضحية العظيم. فكثير من الناس لا يتعلمون متطلباتها وشروطها اللازمة، فيقعون في أخطاء في التضحية. كثير من الناس يجهلون شروط الأضحية وصفاتها الأساسية. كثير من الناس يجهلون المسائل المتعلقة بذبح الحيوانات وتوزيع لحومها. وبالمثل، يرتكب العديد من الناس خطايا كبيرة، مثل الرياء والمباهاة التي تفسد فعل التضحية. فهم يجلبون حيوانات باهظة الثمن ومبهرجة لإظهار سمعتهم وشهرتهم. ونتيجة لذلك، لا تُقبل ذبيحتهم في حضرة الله تعالى، ولا تُقبل أضاحيهم. هذا الوضع برمته قابل للتعديل وجدير بالاعتبار. وعلى كل مسلم أن يتدبرها بعمق.
والخلاصة
أما النقاط الأساسية لقبول الأضحية فهي كالتالي:
- لا بد من معرفة وفهم جميع الجوانب الأساسية المتعلقة بالأضحية ثم تنفيذها على الوجه الصحيح. تذكر أنه بدون المعرفة والفهم الصحيحين لا يمكن التنفيذ الصحيح لها.
- من المهم أن تكون النية صحيحة في الأضحية، وأن يكون القصد من الأضحية هو ابتغاء مرضاة الله تعالى، لا غير. يجب ألا يكون هناك أي عنصر من عناصر الرياء أو المباهاة.
الآيات القرآنية وتفسيراتها
تفسير الرازي
ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًۭا ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ (67:2)
اَلْمَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ: ذَكَرُوا فِي تَفْسِيرِ ﴿أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ وُجُوْهًا: أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ أَخْلَصَ الْأَعْمَالِ وَأَصْوَبَهَا؛ لِأَنَّ الْعَمَلَ إِذَا كَانَ خَالِصًا غَيْرَ صَوَابٍ: لَمْ يُقْبَلْ، وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَ صَوَابًا غَيْرَ خَالِصٍ، فَالْخَالِصُ أَنْ يَكُونَ لِوَجْهِ اللهِ، وَالصَّوَابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ.
تفسير أبي السعود
مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًۭا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌۭ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةًۭ طَيِّبَةًۭ ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ (16:97)
﴿مَنْ عَمِلَ صٰلِحًا﴾ أي عملًا صالحًا أيَّ عملٍ كان. وهذا شروعٌ في تحريض كافةِ المؤمنين على كل عملٍ صالح غِبَّ ترغيبِ طائفةٍ منهم في الثبات على ما هم عليه من عمل صالحٍ مخصوصٍ دفعًا لتوهم اختصاصِ الأجر الموفورِ بهم وبعملهم المذكور. وقولُه تعالى: ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثٰى﴾ مبالغةٌ في شموله للكل، ﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ قيّده به؛ إذ لا اعتدادَ بأعمال الكفرة في استحقاق الثواب أو تخفيفِ العذاب؛ لقوله تعالى: ﴿وَقَدِمْنَآ إِلىٰ مَا عَمِلُوْا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَٰهُ هَبَآءً مَّنْثُوْرًا﴾. وإيثارُ إيرادِه بالجملة الاسمية الحالية على نظمه في سلك الصلةِ لإفادة وجوبِ دوامه ومقارنتِه للعمل الصالح…)
تفسير ابن كثير
مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًۭا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌۭ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةًۭ طَيِّبَةًۭ ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ (16:97)
هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا -وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله- بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة. والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أيّ جهة كانت.
تفسير ابن كثير
وَقَوْلُهُ تَعَالى: ﴿وَقَدِمْنَآ إِلىٰ مَا عَمِلُوْا مِنْ عَمَلٍ﴾ الآية، هذا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُحَاسِبُ اللهُ الْعِبَادَ عَلَى ما عملوه من الخير والشر، فأخبر أنه لَا يحصل لِهٰؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِي ظَنُّوا أَنَّهَا مَنْجَاةٌ لَهُمْ شَيْءٌ، وَذلِكَ؛ لِأَنَّهَا فَقَدَتِ الشَّرْطَ الشَّرْعِيَّ: إِمَّا الْإِخْلَاصُ فِيهَا وَإِمَّا الْمُتَابَعَةُ لِشَرْعِ اللهِ. فَكُلُّ عَمَلٍ لَا يَكُونُ خَالِصًا وَعَلَى الشَّرِيعَةِ الْمَرْضِيَّةِ فَهُوَ بَاطِلٌ، فَأَعْمَالُ الْكُفَّارِ لَا تَخْلُو مِنْ وَاحِدٍ مِنْ هٰذَيْنَ، وَقَدْ تَجْمَعُهُمَا مَعًا فَتَكُونُ أَبْعَدَ مِنَ الْقَبُولِ حِينَئِذٍ
لذلك فإنه من الواجب على كل مسلم أن يتفكر في كل هذه الأمور.