Back

دلالة حب النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف1 min read

 Home – Read Article to Feed Your Soul

دلالة حب النبي محمد ﷺ في القرآن الكريم والحديث الشريف ISLAMTEACHING.COM

دلالة حب النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف

الله سبحانه وتعالى هو الكامل في صفاته ومالك خزائن الأرض والسموات. لقد أنعم هذا الكائن الرحيم الكريم على البشرية بنعم لا حدود لها ولا حصر لها. لو لم يمنح الهداية لكان البشر ضالين، ولو لم يمنح الهداية لكان البشر عميانًا، ولو لم يمنح السمع لكان البشر صمًا، ولو لم يمنح النطق لكان البشر بكمًا، ولو لم يمنح الأرجل لكان البشر عرجًا، ولو لم يمنح الشعر في الرأس لكان البشر صلعًا; لو لم يمنح الرزق لكان البشر معدمين، ولو لم يمنح الرزق لكان البشر معدمين، ولو لم يمنح المظهر الحسن لكان البشر قبيحين، ولو لم يمنح الصحة لكان البشر مرضى، ولو لم يمنح النسل لكان البشر بلا أولاد، ولو لم يمنح الشرف لكان البشر أذلاء. إذًا، كل ما يملكه البشر هو هبة من الله سبحانه وتعالى.

لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

والشيء المدهش هو أنه على الرغم من إنعامه بنعم لا تعد ولا تحصى، فإن الله سبحانه، سبحانه وتعالى، لم يكافئ إحسانه بالكامل. إلا أن هناك نعمة واحدة أنعمها الله سبحانه وتعالى، بحيث أن المنعم نفسه بعد أن أنعم بها شعر بلذة العطية بعد أن منحها وعبّر عنها بكلمات واضحة.

لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًۭا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍ. (3:164)

إن مجيء النبي صلى الله عليه وسلم نعمة خاصة من الله سبحانه وتعالى على البشرية جمعاء. ومن طبيعة البشر حب هذه النعمة وحب من أنعم الله سبحانه وتعالى بهذه النعمة، وكذلك حب من أنعم الله سبحانه وتعالى بهذه النعمة. ولذلك فالمؤمنون لهم محبة شديدة لله سبحانه وتعالى، ومحبة شديدة لحبيب الله سبحانه وتعالى، ومحبة شديدة لحبيب الله سبحانه وتعالى. وَهَذَا مَرْوِيٌّ فِي صَحِيحِ التِّرْمِذِيِّ.

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ “‏ أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي ‏”‏ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. (جامع الترمذي)

إن حب النبي صلى الله عليه وسلم دليل واضح وجلي على حب الله سبحانه وتعالى، فحب النبي صلى الله عليه وسلم دليل واضح وجلي على حب الله سبحانه وتعالى.

أَعْظَمُ عَطِيَّةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَأَجَلُّهَا

كل من يحب النبي ﷺ يكون في الواقع معبراً عن شكر نعمة الله سبحانه، والأصل أن النعمة تُحمد وتُثاب. هذا هو التوجيه الإلهي.

لي شكر ثم لا زيدنكم

إن شكرتَ شكرنا لك، وإن شكرتَ شكرنا لك، وإن شكرتَ شكرنا لك، وإن شكرتَ شكرنا لك، وإن شكرتَ شكرنا لك، وإن شكرتَ شكرنا لك.

وهنا يبرز سؤال هل أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بأعظم نعمه في صورة النبي محمد ﷺ؟ وإذا شكرنا هذه الهدية فأي نعمة أعظم من هذه النعمة؟ الجواب على هذا هو أن أعظم نعمة يمكن أن ننالها هي رضا الله سبحانه وتعالى ومحبته. لذلك فإن كل من يحب النبي ﷺ سينال بالمقابل محبة الله سبحانه وتعالى، وسينال رضا الله سبحانه وتعالى، وسينال رضاه، فمن أحب النبي ﷺ نال رضا الله سبحانه وتعالى.

“لَقَدْ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ وَعْدَكَ يَا مُحَمَّدُ

هَلْ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ لَيْسَ لَكَ مِنَ الدُّنْيَا غَيْرُهُ”

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي مفتاح النجاح في الدنيا والآخرة معاً، وهي مفتاح الفلاح في الدنيا والآخرة. إنها رحمة إلهية تنهمر كالمطر المتواصل، وهي بالفعل علامة السعادة الحقيقية.

“من اتصف بحب المصطفى صلى الله عليه وسلم

حَوَتْهُ الْبِلَادُ وَالْأَرَضُونَ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ”

من انغمس في حب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وجد المحيطات والأراضي محصورة في زاوية ردائه.

الصلة بالنبي (ﷺ) هي في الحقيقة صلة بالله سبحانه وتعالى

والواقع أن الصلة بالنبي (ﷺ) هي في الحقيقة صلة بالله سبحانه وتعالى. وهذا ما أكده القرآن الكريم.

إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِۦ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَـٰهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًۭا ١٠ (48:10)

وَقَدْ رَمَى النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – مَرَّةً فِي الْغَزْوَةِ بِحَفْنَةٍ مِنْ تُرَابٍ إِلَى الْكُفَّارِ، فَنَسَبَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى نَفْسِهِ.

فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَآءً حَسَنًا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌۭ. (8:17)

ومن الأمثلة التي توضح أن الله سبحانه وتعالى عندما ينسب أفعال النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفسه، فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي في الحقيقة محبة لله سبحانه وتعالى.

أو أن يقال: إن التعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم هو التعلق بالله سبحانه، فحب النبي صلى الله عليه وسلم هو التعلق بالله سبحانه وتعالى. فمن لم يكن له محبة وصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم فليس له صلة بالله سبحانه، ومن لم يكن له محبة وصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم فليس له صلة بالله سبحانه وتعالى. فالصلة بالمصطفى – صلى الله عليه وسلم – شيء عجيب، ومن لم تكن له صلة به فليس له شرف. ما ليس لك ولا لنا، فهو ليس لك ولا لنا، بل هو ما أخبر الله سبحانه وتعالى به. ما ليس لك، ليس لنا.

الأدلة من القرآن الكريم

هذا هو الهدى الإلهي.

ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَـٰتُهُمْ ۗ وَأُو۟لُوا۟ ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍۢ فِى كِتَـٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفْعَلُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَوْلِيَآئِكُم مَّعْرُوفًۭا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِى ٱلْكِتَـٰبِ مَسْطُورًۭا. (33:6)

إذا كانت العلاقات المادية يمكن أن تكون سبباً للمحبة والمودة، فلماذا لا تكون الصلات الروحية سبباً للمحبة؟ في الواقع، حتى لو كانت الروابط الروحية من أدنى الدرجات، فإنها يمكن أن تكون أقوى من أقوى الروابط الجسدية. لذلك، إذا كان هناك حب هنا، فستكون هناك درجة من الإخلاص هناك. إذا كان هناك حب سطحي هنا، فسيكون هناك تأثير الحب الحقيقي هناك.

هذه هي الهداية الإلهية.

قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌۭ رَّحِيمٌۭ. (3:31)

لأن آثار المحبة من الله سبحانه وتعالى قد انكشفت لي آثار المحبة من الله سبحانه، وامتلأت فيَّ أنوار قربه. فَطَاعَتِي فِي الْحَقِيقَةِ شُكْرٌ لِمَحَبَّتِهِ سُبْحَانَهُ. فمتى اتبعتَ هديي وشكرتَ الله سبحانَهُ وتعالى، زادك الله سبحانه وتعالى محبةً ومعرفةً.

حقيقة المحبة

إنّ حقيقة الحبّ في نظر المتصوّفة والمحبّين هي أنّ القلب يتحوّل في نظر المتصوّفة والمحبّين إلى نارٍ متّقدة من الهوى، والنفس تتوق وترتجف بلذّة الحبّ كالسمكة خارج الماء، والحواسّ تغرق في بحر الإنسانية، والأنا تصبح صافية كالماء الصافي، وكلّ جسدٍ يصبح مجرّد وعاءٍ لمشاهدة المحبوب. يتلاشى كلا العالمين عن الأنظار، وتنطلق النفس الباطنة في رحلة إلى غيب الغيب. هذا هو جوهر الحب الحقيقي، مزينًا بفضائل المحبوب، وهذا هو جوهر الحب الحقيقي.

شرح وحقيقة العبودية وحقيقة الطاعة

الطاعة هي درجة الامتثال التي لا تُفرض بالإكراه، بل هي نابعة من الاستعداد والرغبة. وهذا الاستعداد والرغبة لا يمكن أن ينشأ إلا عندما يصل التابع إلى كمال المحبة والتعلق بمن يتبعه. ومن الناحية اللغوية، قال الإمام الراغب الأصفهاني (رضي الله عنه) في تفسير الطاعة كلاماً نفيساً

والتبيع خص بولد البقرة اذا تبع امه

وتدل هذه الفقرة على أن الطاعة هي الفعل الذي تتحول فيه الطاعة غير المرغوب فيها إلى صفة الطاعة. وَمِثَالُ ذَلِكَ أَنْ يَأْمُرَ الْإِنْسَانُ عَبْدَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِشَيْءٍ مُعَيَّنٍ. فيأتي الخادم، بدافع الطاعة الشديدة وبدون أي تذمر، بالشيء في حرارة شديدة، مظهراً إخلاصاً صادقاً للسيد. إنه لا يشعر حتى بأدنى انزعاج من أجل الحفاظ على وظيفته. من ناحية أخرى، ينصح المعلم تلميذه المحظوظ بإحضار شيء ما دون أي إلحاح، مشيرًا إلى أن شدة الحرارة ستقل عندما تغرب الشمس، ويمكن القيام بذلك بشكل مريح في ذلك الوقت. ومع ذلك، فإن التلميذ المحظوظ، بإخلاص لا يتزعزع، يركض في الحر الشديد دون أن يضع في اعتباره الحرارة والمشقة ويحضر الغرض بكل رضا، غير مبالٍ بالعرق بل يسعى إلى إسعاد قلب المعلم. ففي الحالة الأولى أطاع الخادم كرهاً، بينما في الحالة الثانية أطاع التلميذ طائعاً راضياً. وهذا النوع الثاني من الطاعة يسمى “الاتباع”، وقد أُمرنا باتباع النبي محمد ﷺ لنكون محبوبين لله تعالى. إذن، فاتباع النبي – صلى الله عليه وسلم – في تحصيل المحبة الإلهية هو من قبيل الوسيلة وهو أشبه بالزينة.

هداية الله سبحانه وتعالى

قُلْ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَٰنُكُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَٰلٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَـٰرَةٌۭ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَـٰكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٍۢ فِى سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُوا۟ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ. (9:24)

الإسلام دين قائم على الفطرة الإنسانية (الفطرة). فهو يراعي احتياجات البشر وميولهم الطبيعية. ولذلك فهو لا يأمر بقطع كل العلاقات والروابط، ولا يأمر بقطع حب الأحبة والأقارب، كما كانت تفعل بعض الطوائف الدينية في تاريخ الأديان، حيث ترك الناس حياة الكهنوت واختاروا حياة القطيعة. والإسلام مع دعوته إلى الاعتدال والتوازن، إلا أنه في الوقت الذي يدعو فيه إلى الاعتدال والتوازن، فقد ذكر الإسلام أن الطريق إلى الله سبحانه وتعالى ليس فقط عبر البراري والكهوف بل عبر الأسواق الصاخبة.

ويبين الإسلام أن الهدف من حياة الإنسان هو عدم الانهماك في متاع الدنيا والانشغال بالعلاقات العائلية فقط. فحب هذه الأشياء ليس محظوراً، وإنما الإفراط في حبها هو الذي ينهى عنه. ومن ثم، لا ينبغي أن تعيق هذه الأشياء نموك الروحي على طريق الله سبحانه وتعالى ورسوله الحبيب.

فإذا دعيت إلى ميادين الإحسان والشهادة، ولم يكن طريقك مسدوداً، فلا ينبغي أن يعيقك حب الله ورسوله. وإذا طرأت عليك حالةٌ تعترض طريقك إلى الله تعالى من هذه الأمور، فتغلّب على هذه التعلّقات والأمور وامضِ قدماً.

إذن، يتبين من هذه الآيات أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن تتقدم على كل ما سواها.

من الآثار النبوية

هذه الرواية مروية عن حضرة أنس (رضي الله عنه).

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ “‏ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ وَطَعْمَهُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ فِي اللَّهِ وَأَنْ يُبْغِضَ فِي اللَّهِ وَأَنْ تُوقَدَ نَارٌ عَظِيمَةٌ فَيَقَعُ فِيهَا أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا. (سنن النسائي)

فأصل الإيمان هو أن يجد المرء لذة في أداء العبادات ويتحمل مشاقها ولو كانت شاقة في سبيل رضا الله سبحانه، ورضا النبي صلى الله عليه وسلم. ومحبة الله سبحانه وتعالى لأنه سبحانه وتعالى هو المعطي الأعظم والمنعم بالنعم الحقيقية. فجميع النعم تابعة لفضله وكرمه، ومحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأنه الوسيلة لتلقي المواهب الروحانية والمعارف الإلهية. هذا قول حضرة الجنيد البغدادي رحمه الله تعالى.

اھل الليل في ليلهم الذ من اهل الهوى في هواهم

فأهل الترف لا يجدون من اللذة في ترفهم ما يجده أهل الله في عبادة الليل. فإذا لم يستطع الإنسان أن يصل إلى صفة هذه الفرحة التعبدية فلا أقل من أن لا ينكرها، بل يقبل شهادة الكمال والصالحين. “وَإِنْ لَمْ تَرَوُا الْهِلالَ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَصُومُوا”. أي: إذا لم تروا أنتم أنفسكم الهلال فاقبلوا قول من رآه. فَثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَخْبَرَ أَنَّ مَحَبَّتَهُ وَمَوَدَّتَهُ أَعْظَمُ عَلَامَةٍ مِنْ عَلَامَاتِ الْإِيمَانِ.

وَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ

وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ». (البخاري ومسلم).

فالبشر بطبيعتهم وفطرتهم يحبون آباءهم وأبناءهم وأعزاءهم، ومن خلال هذا الحب يتحملون عن طيب خاطر مختلف المسؤوليات. وفي بعض الأحيان يختارون حتى طريق المعصية، كما هو موضح في الحديث السابق بوضوح شديد. ينبغي للمؤمنين أن يكون حبهم للنبي الكريم ﷺ فوق كل شيء. وعندما يهيمن على القلب حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – لا يقدم أحد على أي عمل يتنافى مع القربى والعلاقات. وباستخدام مصطلح “الناس” اتسع النطاق بشكل كبير. فحبُّ الرسول – صلى الله عليه وسلم – في قلب المؤمن يجب أن يكون فوق كل الخلق، فلا بد أن يكون حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – في قلب المؤمن فوق كل الخلق. وقد جعل ذلك شرطًا من شروط الإيمان، مما يؤكد أهميته أكثر.

اللَّهُمَّ ارزقني سرعة الالتقاء بأحبتي

ورد في أحد الآثار أن النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) دعا: “اللَّهُمَّ ارزقني سرعة اللحاق بأحبابي”. وعند سماع ذلك تعجّب حضرة ثوبان وسأل: “من الذي تدعو بلقاء أحبتي بهذه السرعة؟ فأجابه النبي (صلى الله عليه وسلم): “يا ثوبان، لقد رأيتني وتلقيت الوحي معي، وشهدت تنزل الملائكة، وتشرفت بصحبتي. فإيمانك عزيز. وسيأتي إلى يوم القيامة أقوام لم يروني، وإنما قرأوا عني في الكتب، ولكن حبهم لي شديد، حتى لو استطاعوا أن يبيعوا أولادهم على أن يروني لفعلوا. يا ثوبان، إني لأرجو أن ألقى مثل هؤلاء الأحبة”.

وقد مثل حضرة عمر ذات مرة بين يدي النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله، هل اكتمل إيماني لأنك أحب إليّ من كل شيء حتى من نفسي؟ فأجاب النبي (صلى الله عليه وسلم): “لا يا عمر، لا يكتمل إيمانك حتى أكون أحب إليك من نفسك”. عند سماع هذا الكلام، غلبت على حضرة عمر العاطفة وهتف على الفور قائلاً: “الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي”. من الضروري أن نفهم أن حضرة عمر كان يعتقد في البداية أنه عندما يصاب الإنسان بمصيبة، فإن الألم مشترك بين من يهتمون به بالتساوي. ومع ذلك، عندما ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) أن حبه يجب أن يفوق حتى حب المرء لنفسه، أدرك حضرة عمر أنه إذا هاجم عدو النبي (صلى الله عليه وسلم) فإنه سيضحي بحياته من أجل حمايته. فأجابه على الفور: “سُبْحَانَ اللَّهِ، لَأَنْتَ الْآنَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي”.

حُبُّ مُحَمَّدٍ ﷺ أَوَّلُ شَرْطٍ مِنْ شُرُوطِ الْإِيمَانِ الصَّحِيحِ

فإذا انعدم نقصانه، فكل شيء ناقص

يكون المرء مع من يحب. أقبل أعرابي كان في خدمة النبي محمد (ﷺ) فسأل: متى تقوم الساعة (يوم القيامة)؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أعددت لها؟ فَأَجَابَ الأَعْرَابِيُّ: مَا صَلَّيْتُ صَلَوَاتٍ كَثِيرَةً، وَلَا صُمْتُ صِيَامًا كَثِيرًا. ما عندي إلا شيء واحد، أني أحب الله ورسوله”. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ”.

شدة فرح الصحابة رضي الله عنهم أجمعين

كان الصحابة يقولون أنهم لم يفرحوا بعد إسلامهم بمثل ما فرحوا به عند سماعهم هذا الحديث. لا يوجد عند المحبين أفضل من هذا الحديث. ولا يزال الامتنان الذي نعبر عنه بهذا غير كافٍ. ويروى أن أحد المحبين الصادقين للنبي – صلى الله عليه وسلم – وهو حضرة ثوبان كان حاضرًا ذات يوم، وكان وجهه شاحبًا شاحبًا، وبدا عليه الذهول. استفسر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) عن سبب حالته. فأجاب العاشق المبتلى: يا رسول الله، ما أصابني من البلاء الجسدي ولا من مشاكل الدنيا. كل ما في الأمر أنه عندما لا يكون وجهك المبارك أمام عينيّ يضطرب قلبي، وأشتاق فورًا إلى وجودك المبارك. والآن، يؤرق قلبي أن تكون منزلتك في الفردوس هي الأعلى بينما أكون أنا في مرتبة أدنى. فإذا لم تتح لي الفرصة لزيارتك هناك، فأي فرح في الجنة؟ استمع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى هذه القصة وسكت. فَلَمَّا جَاءَ جِبْرِيلُ (جبريل) بِالْبِشَارَةِ بِأَنَّا نَحْنُ الْمُحِبُّونَ الْمُطِيعُونَ لَنْ نُفَارِقَكَ فِي الْجَنَّةِ.

وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّـٰلِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُو۟لَـٰٓئِكَ رَفِيقًۭا. (4:69)

مَحَبَّةُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي الْجَمَادَاتِ وَالْحَيَوَانَاتِ

لا يقتصر حب النبي الحبيب محمد (ﷺ) على البشر فحسب، بل إن حب النبي محمد (ﷺ) لا يقتصر على البشر فقط، بل يشمل الحيوانات والنباتات والجمادات أيضًا. وهناك العديد من الدلائل على هذا الحب. في حجة الوداع، عندما بدأ النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع بنحر الإبل بيديه المباركتين، اندهش الصحابة الكرام عندما رأوا أن الإبل تتسارع إلى الأمام بشغف، وتتنافس فيما بينها لتُنحر أولاً، وكأنها تقول: “ضحِّ بي أولاً، ضحِّ بي أولاً

وقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم عند فراق الشجرة المقدسة (جذع نخلة) المعروفة بـ “حنانة” بكاءً شديدًا حتى ارتج مسجد الغمامة (مسجد السحاب) فارتجف المسجد، فدهش الصحابة الكرام. وتحية الأشجار للنبي – صلى الله عليه وسلم – في مناسبات مختلفة دلالة واضحة على حبهم له، وهو حب للنبي – صلى الله عليه وسلم – يتجلى في النباتات. ففي رواية عند البخاري ومسلم أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) نظر ذات مرة إلى جبل أحد وقال: “هذا جبل يحبنا ونحبه”. وهذا القول أيضًا دليل على وجود محبة النبي – صلى الله عليه وسلم – في الجمادات. كل هذه الأمثلة تدل على انتشار حب النبي محمد (ﷺ) على نطاق واسع.

رزقنا الله جميعاً المحبة الصادقة الكاملة للنبي الكريم محمد (ﷺ). آمين.

“لا أطلب شيئًا من الدنيا يا حبيبي,
كل ما أرغب فيه هو أثر قدمك على صدري.”

عشق رسول صلی اللہ علیہ وسلم کی قرآن و حدیث میں اہمیت

JazakAllahu Khairan for reading. If you have found this information beneficial, please share it with your loved ones and friends. May Allah reward you abundantly for your efforts.

SHARE ON

Leave A Reply