الحالة الشرعية لعيد الحب
إن قيمنا الأخلاقية والاجتماعية أصبحت مهددة بشكل خطير باسم الحداثة والموضة، في الوقت الذي يحدد فيه العصر مسار التطور. إن حضارتنا الشرقية تتلاشى، ويوماً بعد يوم تتسلل القيم والعادات الغربية الجديدة إلى ثقافتنا الإسلامية بشكل غير محسوس. وإذا قيل في هذا السياق، فقد لا يكون من الخطأ القول بأن وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت وغيرها قد جعلت حضارات العالم تتعرف على بعضها البعض وجعلتها قريبة جداً من بعضها البعض. لهذا السبب يعتبر نمط الحياة والتقاليد الغربية اليوم علامة على الحداثة وعدم الموضة. ونتيجة لهذا السلوك، أصبح جيلنا الشاب يفتخر بتبني أنماط حياة المجتمعات الغربية وعاداتها وأخلاقها بعيدًا عن قيمها الدينية.
ومن عاداتهم وتقاليدهم الاحتفال بعيد الحب بحماس شديد، حيث يحتفلون بعيد الحب بحماس كامل متجاوزين كل الحدود الأخلاقية.
Table of Contents
Toggleالمكانة التاريخية لعيد الحب
لا توجد نقطة محددة ونهائية في وضعه التاريخي، وإن كان هناك بعض الأشياء المفضلة: يتم الاحتفال به كعيد للعشاق. وفقًا لموسوعة كتاب المعرفة:
عيد الحب الذي يُحتفل به في 14 فبراير، هو يوم خاص للمحبين.
ويرجع تاريخ عيد الحب إلى أنه بدأ في عهد القديس الروماني فيلن تاين الذي كان محظورًا لعدم تغييره للدين، حيث أحب فالنتاين ابنة السجان أثناء سجنه. قبل أن تكتب ابنة السجان دعوة الوداع، والتي تم إدراجها في قائمة الطعام، وقد وقعت حادثة فالنتاين في 7 فبراير، لذلك سيتم الاحتفال بهذا اليوم في الذكرى.
لماذا لا يجوز الاحتفال بعيد الحب في عيد الحب
وفقاً للشريعة الإسلامية، هناك بعض التقاليد للاحتفال بهذا اليوم، وفيما يلي بعض منها
بداية الخطيئة
في هذا اليوم حيث إن غير المحرم يقدم بطاقة حب للتعبير عن الحب لرجل أو امرأة في هذا اليوم، والمقصود بها في داخلي أني أريد علاقة معك، وبالتالي تكون هذه البطاقة وسيلة غير مشروعة للرجل والمرأة. ومن ثم يتقرب كل منهما إلى الآخر، ثم هناك كل الأعمال المشروعة كالإهمال والمحادثة بالصوت الناعم والتعبير عن الأفكار المثيرة في الهاتف، وأخيراً عدم احترام الشرف. أي أن عيد الحب هو الخطوة الأولى نحو الخطيئة، ومن ثم تنشأ قصص الحب والغرام، والتي في الحقيقة توصلنا إلى حافة الهلاك.
القضاء على الحيا
من عظمة المرأة المسلمة الطاهرة أن تكون محجوبة عن الحجاب وتستحيي. يجب أن تكون بعيدة عن المحادثة غير الواعية مع غير المحرم والشاب المسلم، حياءً ووقارًا. يحدث. وأما عيد الحب فهو اسم للنفخ في الهواء حيث لا حياء فيه ولا خجل، بل هو من باب الجبن، وقد جاء في الحديث: “إن الله لا يستحيي من الحق لا تأتوا النساء”. أما التعبير عن الحب على البطاقة بكلمات صريحة وقصائد الغرام فهي من الأمور التي تجعل الحياء من الحياء بينما الإسلام قد علمنا الحياء. النهي عن غض البصر وغضه والاختلاط المجاني. وَقَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ فِي الْحَيَاءِ عَنْ وَدَاعَةَ بْنِ الصَّامِتِ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قَالَ
اطمنوا لي سنا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الجنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّتُكُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدَكُمْ وأدوا إِذَا اوكُنتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ. (مسند أحمد 227573)
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ يَوْمَ النَّحْرِ خَلْفَهُ عَلَى عَجُزِ رَاحِلَتِهِ، وَكَانَ الْفَضْلُ رَجُلاً وَضِيئًا، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ يُفْتِيهِمْ، وَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ وَضِيئَةٌ تَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، وَأَعْجَبَهُ حُسْنُهَا، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَأَخْلَفَ بِيَدِهِ فَأَخَذَ بِذَقَنِ الْفَضْلِ، فَعَدَلَ وَجْهَهُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ قَالَ “ نَعَمْ “. (البخاري)
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ “ إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ “. (سنن ابن ماجه)
وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ»
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
“اتَّقُوا الدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ”. فقال رجل: يا رسول الله أخبرني عن أقارب زوج المرأة، فقال: “أقارب زوج المرأة الموت” *كلمة “الموت” تستعمل للدلالة على التحريم الشديد، والمقصود أنهم سبب فتنة لزوجة الرجل (مشكاة المصابيح)
كل هذه الأحاديث والأقوال قد ورد الأمر بغض البصر وحفظه في السلف الصالح، وعيد الحب هو يوم الإمساك باليد والنظر بالعين، ومتى كانت العيون أربعة فسبيل الحرام هو الطريق، أما إذا كانت العيون أربعة قال تعالى: {يَوْمَ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [النجم: 40] أي: تنفتح فيه الأبصار، ومن زاد فيه خطوة خطوة فهو من أغلال الخزي.
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ
انْظُرْ إِلَى كَثِيرٍ عِنْدَنَا، مِنْ فِتْنَةِ الْحُبِّ
ابدأ أيضاً بالذل، وانتهى أيضاً إلى الخزي
تعزيز الفاحشة
الإسلام يعلم المؤمنين به، في حين أن عيد الحب يروج للفاحشة والفحش والعري في يوم عيد الحب.
سيدنا عبد الله بن عمر (رضي الله عنه). وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ
إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَالْإِيمَانِ، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَرُ. (صحيح الترغيب والترهيب: 2636)
وهذا يعني أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الحياء والإيمان، فالحياء والإيمان متلازمان. فمن كان معه إيمان وإيمان، فإذا زال أحدهما زال الآخر تلقائياً. قَوْله: (وَالْإِيمَان) أَي: الْإِيمَان وَالْإِسْلَام، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ فِي بَاب: من أحب شَيْئا من الْإِيمَان وَالْإِسْلَام، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ فِي بَاب: من أحب شَيْئا من الْإِيمَان وَالْإِسْلَام:
حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم “ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ، وَيُكَذِّبُهُ ”. وَقَالَ شَبَابَةُ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
رواه ابن عباس:
مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِالْكَبَائِرِ مِنَ الصَّغَائِرِ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ أَوْ لَمْ يُدْرِكْهُ: فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ إِلَى مَا يَحْرُمُ النَّظَرُ إِلَيْهِ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ بِمَا لَا يَحِلُّ النُّطْقُ بِهِ، وَالنَّفْسُ تَتَمَنَّى وَتَشْتَهِي (الزِّنَا) وَالْجَوَارِحُ تَقْلِبُ ذَلِكَ أَوْ تَمْتَنِعُ مِنَ الِاسْتِسْلَامِ لِلْوَسْوَسَةِ”. (البخاري)
وقد كُتب على الذين يربي أبناؤهم وبناتهم على العشق، ويجتمعون معاً، ويخلو بعضهم ببعض، ويسافرون مع بعضهم البعض، ويسمونها حرية كما يسمونها حرية الآباء والأمهات والإخوة الشياطين الخرس. – وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ حُرِّيَّةً بَلْ لامبالاة.
حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ وَرَّادٍ، كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ “ أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي ”.
رواه المغيرة:
وقال سعد بن عبادة: “لو وجدت مع امرأتي رجلاً لقتلته بحد السيف”. فلما سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك قال: “أتعجبون من حياء سعد؟ وَاللَّهِ لَأَنَا أَشَدُّ حَيَاءً مِنْ سَعْدٍ، وَاللَّهُ أَشَدُّ حَيَاءً مِنِّي”. (البخاري)
اجتماع الرجال والنساء
لقد مهد عيد الحب الطريق للاختلاط الحر، ففيه تعبير عن التعبير الحر في الوقت المناسب، وهو ما يؤدي إلى نتائج خطيرة. عيد الحب خطوة واحدة من خلال عيد الحب، فالمرأة التي تكون على سلم الحب غالباً ما تفقد في عيد الحب؛ فتدرك أنها تذهب فيما بعد. دين الإسلام لا يسمح بالاختلاط مطلقًا.
قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فِي الْعُزْلَةِ
وَعَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثالثهما الشَّيْطَان» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ
عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
“ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما”.
أخرجه الترمذي. (مشكاة المصابيح)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ، قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم “ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ”.
رواه أبو مسعود:
قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -: “إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ (من الحياء: الحياء الورع عن ارتكاب الفواحش) فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ”. (البخاري)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، – يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ “ اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ ” . فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ .
رواه أبو أسيد الأنصاري:
أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فِي الطَّرِيقِ اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَمْشِينَ وَسَطَ الطَّرِيقِ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ. فَكَانَ النِّسَاءُ يَلْتَصِقْنَ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثِيَابَهُنَّ لَتُصِيبُ ثِيَابَهُنَّ. (سنن أبي داود)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، – يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ “ اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ ” . فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ .
رواه أبو أسيد الأنصاري:
أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فِي الطَّرِيقِ اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَمْشِينَ وَسَطَ الطَّرِيقِ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ. فَكَانَ النِّسَاءُ يَلْتَصِقْنَ بِالْحَائِطِ حَتَّى إِنَّ ثِيَابَهُنَّ لَتَتَحْتَكُّ بِهِ. (سنن أبي داود)
فقط فكروا! إذا كان دين الإسلام لا يسمح باجتماع الرجال والنساء عند الذهاب إلى بيت الله تعالى، فكيف يسمح باجتماع فلانة وفلانة في جماعة؟
التشبه بالنصارى
العلة الرابعة من علل إبطال عيد الحب: أن فيه تشبه الكفار بالروم والنصارى، وقد تقدم أن عيد الحب من أعياد الكفار. فيحرم التشبه بالكفار سواء أكانوا مشركين أم مشركين في الجملة سواء في اعتقادهم أو في عاداتهم وعاداتهم أو في عيدهم.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ
وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخْتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَـٰتُ ۚ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌۭ. (3:105)
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ ـ مِنَ الْيَمَنِ ـ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ” لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ ”. قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ ” فَمَنْ ”.
رواه أبو سعيد الخدري:
قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -: “لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ (أي شبرًا بشبر) حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ”. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! (تَعْنِي) الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى”؟ قَالَ: “فَمَنْ سِوَاهُمَا”. (البخاري)
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ” .
رواه عبد الله بن عمر:
قال النبي صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم. (سنن أبي داود)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: وأقل أحوال هذا الحديث أن يكون المتشبه بهم مشابهاً لهم، وإن كان مقتضى الحديث يقتضي كفر المتشبهين بهم (1)
وَأَيْضًا فَقَدْ نَقَل الإِْمَامُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَحْرِيمِ أَعْيَادِ الْكُفَّارِ وَأَعْيَادِهِمْ مِنْ عَصْرِ الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ إِلَى عُلَمَاءِ الْيَوْمِ إِجْمَاعًا. (الاقتضاء: 53/ 1).
وقد نقل الإمام ابن القيم أيضاً إجماع أهل العلم. (أحكام أهل الذمة لابن القيم: 22/ 723/ 2)
الإسراف في الإنفاق
في مناسبة عيد الحب، غالبًا ما يتم شراء الزهور في جميع أنحاء البلاد. وبالونات “أحبك” الحمراء التي تحمل عبارة “أحبك” يشتريها الناس ويزدحمون بها في دور السينما، ثم حفلات الكحول والكباب، حيث يكون في ذلك تبذير للوقت. الثروة أيضًا مضيعة للوقت، ودين الإسلام (8000) فالنتاين (8000) جبل (ك/ب/س). وَقد كثر شِرَاءُ الزُّهُورِ فِي عِيدِ الحُبِّ، وَهُوَ من الإِهدار. ويشترون، وكذلك ازدحام الناس في دور السينما، ثم حفلات الخمر والكباب، وهذا من إضاعة الوقت، وإضاعة المال والدين. وقد عدّ الإسلام هذا المسرف والمبذر أخا الشيطان. قال الله تعالى
وَءَاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (17:26) إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوٓا۟ إِخْوَٰنَ ٱلشَّيَـٰطِينِ ۖ وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورًۭا(17:27)
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَهُوَ عِيدٌ غَيْرُ جَائِزٍ شَرْعًا. وَهُوَ يُوَلِّدُ الْمَحَبَّةَ وَالْعِشْقَ. يوقع القلب في الفواحش المخالفة للسلف الصالح، وهو يوقع القلب في الفواحش. ولذلك يجب على كل مسلم أن يكون قرداً على دينه، ولا يتبع كل ناعق كضعيف الإيمان.
فتاوى حول عيد الحب
محمد بن صالح العثيمين:
سُئل الشيخ محمد بن صالح عن عيد الحب، فقال: سئل الشيخ محمد بن صالح عن عيد الحب فقال
لا يجوز الاحتفال بعيد الحب لسببين
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين: الأول: أنه من التشبه بالكفار وتعظيمهم وتقليدهم لمحبّيهم ومشابهتهم في أعيادهم وعيدهم وهو داخل في دينهم، والحديث هو أن :
مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ. ومن أجل ذلك كثرت المفاسد والمحرمات من الدماء والرقص والمعازف والموسيقى، والمفاسد، وسوء الأخلاق، وسوء التصرف، وخيانة الأمانة، وكثير من الأفعال المحرمة، بل وكثير من اختلاط الرجال بالنساء، وكثير من الأفعال المحرمة. ثم إن الكلام عن مصدر الفاحشة والإباحية والعمل الذي يدخل في أصله هو الأصل فيه أيضاً، ولا يبرره ما فيه من علاقة صغيرة كالذلة والهوان والسعادة والسعادة التي تعتبر من أسباب حمايتها. وَلَا يَصِحُّ، فَوَجَبَ تَنْزِيهُ النَّفْسِ عَنِ الْمَعْصِيَةِ وَمَوَارِدِهَا.
وبناءً على هذا: إذا عُلم أن المشتري يشتري هذه الهدايا من الهدايا والورود لهذه الأعياد والأفراح ويهدي له أو يكرمه في ذلك اليوم فيجوز بيعها. لا، حتى لا يشارك البائع في هذا العمل المنكر والمحرم. لجنة الفتوى:
يحرم على المسلم أن يحضر هذا المهرجان أو غيره من الأعياد المحرمة. الأصل أن هذا كله يدخل في باب المحرمات ومعصية الله تعالى لقول الله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ) :
وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۖ. (5:2)
عيد الحب ومسؤولياتنا
يحتفل بلدنا باكستان أيضًا بحماس كبير. يحتفل به الأطفال والشيوخ على قدم وساق. ونحن كمسلمين لدينا بعض المسؤوليات التي من واجبنا الوفاء بها. اعرض القليل منها:
دعوة المرؤوسين
في هذه المناسبة، ينشغل إخواننا وأصدقاؤنا وأصدقاؤنا وعامة الناس بالاحتفال بعيد الحب. وبهذه المناسبة فإن مسؤوليتنا الأساسية في هذه المناسبة هي منع هؤلاء الناس من هذا العيد، وهذا الراعي يزيد من مسؤولياتنا.
التوعية بسلبياته من خلال الخطاب:
إنه داء ينتشر كالنمل الأبيض، وعلينا أن نقوم بدورنا على جميع المستويات لحماية شبابنا من هذا الداء. هذا الداء لا يخنق الكاتب بقلمه، ولا المعلم بتدريسه، ولا المعلم بتعليمه، ولا وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاستهلاكية. اشرحوا لهم الخرافات التي تحدث اليوم وأطلعوهم على الآثار الضارة التي تنتشر في المجتمع. لا تعلموا أننا لا نعرف وننقل هذا المرض إلى أطفالنا.
قاطعوا مثل هذه اللقاءات:
فمسؤوليتنا كمسلمين أن لا نحضر هذا المهرجان لغير المسلمين وأن لا نحضر اجتماع هؤلاء، لأن مشاركتهم في هذا الحدث باطلة.
قال الحافظ الضبي (رحمه الله تعالى) :
“إذا كان هناك عيد خاص بالنصارى واليهود فلا يحضر عيدهم أحد من المسلمين، كما لا يحضر عيدهم مسلم لا يوافقهم في دينهم وقبلتهم” (شرح مجلة الأحكام: 193/3)
ولا ينبغي أن يُستعان بهم
ومن احتفل بعيد من أعياد الكفار فلا يجب إعانة المسلمين عليه، بل يجب الكف عنه؛ لأن الاحتفال بعيد الكفار منكر ومنكر يجب الكف عنه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (لا يجوز أن يعان على ذلك) :
وَكَمَا لَا نَتَشَبَّهُ بِالْكُفَّارِ فِي أَعْيَادِهِمْ فَلَا يُعَانُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ بَلْ يُمْنَعُونَ. (الأقصى: 519 530/3)
وعلى هذا لا يجوز للمسلم أن يتاجر بهدايا المحبة، سواء أكانت ثوبا دقيقا أو وردة حمراء أو وردة حمراء ونحو ذلك. وبالمثل، لنفرض أن شخصاً أُهديت له هدية في يوم الحب. ففي هذه الحالة لا يجوز قبول هذه الهدية؛ لأن في قبولها إقراراً للعيد وإقراراً له على حق وإعانة على باطل، وفي ذلك إعانة على الباطل. لذا يقول الله تعالى
وعليه؛ فلا يجوز للتجار المسلمين أن يتبادلوا الهدايا في يوم العيد، سواء كانت نوعاً معيناً من الثياب أو وروداً حمراء بناء على ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. وكذلك إذا أُهديت الهدية إلى شخص في يوم العيد، فإنه لا يجوز قبول تلك الهدية؛ لأن قبولها إقرار للعيد وقبولها إقرار للحق وإعانة على الباطل. وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۖ. (5:2)
(مصباح الخميس بهل الخميس لمجلة الأحكام: 193/3)
لا ينبغي تهنئتهم
ولا ينبغي تهنئتهم؛ لأنه ليس عيداً من أعياد المسلمين ولا عيداً من أعيادهم. هـ:
يحرم بالإجماع تهنئة الكفار بأعيادهم الخاصة التي يختصون بها إجماعاً. ومثاله: تهنئتهم بأعيادهم أو بصيامهم، كقولهم: عيدكم مبارك، أو عيدكم كذا، أو عيدكم كذا. فإن كان قائلها يقصد بها التهنئة بالكفر فهي من المحرمات، وهي مثل تهنئة من يسجد للصليب، وهو سائل أو سكير أو سائل لله تعالى. والقتل وارتكاب الزنا أعظم وأشد غضباً عند الله تعالى، وكثير من الناس لا يقيمون للدين وزناً. بل يرتكبونه ولا يدرون عظم ما ارتكبوه من الكبائر. ما هي الجريمة؟ ولذلك من هنأ أحداً على معصية ومعصية أو كفر وبدعة فقد عرض نفسه لسخط الله وغضبه، ومن هنأ أحداً على معصية ومعصية أو كفر وبدعة فقد عرض نفسه لسخط الله وغضبه.